وصلت الشعلة الأولمبية، أمس، إلى ولاية سان فرانسيسكو الأميركية، بعد رحلة شاقة في باريس خلطت الأوراق السياسية والرياضية، وهدّدت بإلغاء الجولة العالمية للشعلة، بعدما أحرجت فرنسا أمام العملاق الصيني الذي لام «الانفصاليين التيبتيين» على ما حصل، وشدّد على أنّه لن يسمح بانفصال الإقليم الذي يحكمه منذ أكثر من 700 عام.وما إن وصلت الشعلة إلى سان فرانسيسكو، حتى رُحّلت إلى مكان سرّي. وقال المتحدّث باسم اللجنة الأولمبية دايفيد بيري إنّ الإجراءات الأمنية عُزّزت جرّاء الاستعدادات المضادّة لشنّ تظاهرات احتجاجية على الصين في جولة العشرة كيلومترات المرتقبة اليوم للشعلة، فيما لفت المتحدّث باسم مطار سان فرانسيسكو مايك ماكارون إلى «أننا عاملناها وكأنّها رئيس دولة».
ونظراً للأوضاع، أعلن رئيس اللجنة الأولمبية جاكوز روج أنّ اللجنة تدرس في الوقت الحالي إلغاء الجولة العالمية للشعلة الأولمبية على خلفية التظاهرات التي ترافقها أينما مرّت، بداية في محطتها الأولى في اليونان مروراً برحلة الـ 85 ألف ميل التي لم تكملها بعد. وبعد سان فرانسيسكو، تنتقل الشعلة إلى بوينس آيريس في الأرجنتين وبعدها إلى عشرات الدول الأخرى، على أن تعود إلى البلد المضيف، الصين في 4 أيار المقبل.
ومن المرتقب أنّ تقرّر اللجنة التنظيمية استمرار جولة الشعلة خلال اجتماع يوم الجمعة المقبل. وقال روج إنّ «حزنه عميق» بسبب العنف الذي رافق التظاهرات في لندن وباريس، وأعرب عن قلقه ممّا يمكن أن يحصل خلال مسيرة الشعلة في سان فرانسيسكو.
في المقابل، اتهمت الصين «الانفصاليين التيبتيين» بعرقلة مسيرة الشعلة في شوارع باريس ولندن ووصفت التظاهرات بـ«الخسيسة». وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يوى إنّ بلادها تدين بشدة «محاولات حفنة من انفصاليي التيبت عرقلة انتقال الشعلة». فيما كشفت إدارة المحفوظات التابعة للدولة الصينية عن سجلات تاريخية تؤكّد أنّ التيبت يخضع لحكومتها المركزية منذ أكثر من 700 عام. وأشارت إلى أنّ الصين لن تسمح بانفصال الإقليم. بدوره، وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ما حصل بأنّه «مشهد حزين»، إلّا أنّه شدّد على أنّ التظاهرات طبيعية في البلدان الديموقراطية. فيما أعرب وزير خارجيته برنار كوشنير عن تفهمه للمتظاهرين. وأشار إلى أنّ الهدف الفرنسي هو «استئناف المفاوضات بين الصين والدالاي لاما».
(أ ب، أ ف ب)