strong>«جيروزاليم بوست»: «سيمنز» زوّدت إيران بنظام تجسّس لمراقبة الاتّصالات وتحويل الأموال أعلنت إيران، أمس، أنّها ستفتتح مرفقها الثاني لإنتاج اليورانيوم المخصّب في أرداكان، وسط البلاد هذا العام، إضافة إلى مرفق أصفهان، فيما كشفت صحيفة إسرائيلية عن نقل شركة «سيمنز» الألمانية لطهران نظام تجسّس متطوراً جداً، يسمح لاستخباراتها بمراقبة مختلف أنواع الاتصالات.
وقال نائب مدير وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، حسين فاغيهيان، إنّ افتتاح مرفق أرداكان لإنتاج اليورانيوم المخصّب سيتم في نهاية العام الإيراني (أي بحلول 20 آذار من العام المقبل). ويقوم المرفق بأخذ اليورانيوم الخام وتحويله إلى مادة مخصّبة تُعرف «بالكعكة الصفراء» كخطوة أولية في إطار إنتاج الوقود النووي، ومن ثمّ يتم تحويله إلى «يورانيوم هكسفلورايد»، وبدوره يتحوّل إلى غاز UF6 يمكن استخدامه كوسيط لتخصيب اليورانيوم على درجة أعلى.
وأوضح فاغيهيان أنّ «المفاعل قادر على إنتاج 70 طناً من مادة الكعكة الصفراء في السنة»، مشيراً إلى أنّ طهران ضخّت حتى الآن 360 طناً من الغاز الذي تحتاجه لتخصيب اليورانيوم، وتُبقي المواد في مصنع أصفهان. وأضاف «مع افتتاح المفاعل، سيتم تأمين حاجة البلاد من اليورانيوم المخصّب».
وتملك إيران مناجم اليورانيوم في أجزاء متفرّقة من البلاد، وأكبر منجم هو «ساغاند» وسط إيران، يقع قريباً من مرفق أرداكان المنوي افتتاحه. وأشار فاغيهيان إلى أنّ الحكومة الإيرانية أعدّت خريطة شاملة لاحتياطات اليورانيوم كي تمهّد الطريق من أجل استغلال شامل لحقول اليورانيوم المحدّدة.
وفي السياق، ذكر مساعد وزير الصناعة والمناجم ورئيس مؤسسة تطوير وتحديث الصناعات المنجمية، أحمد علي هراتي نيك، أنّه سيتم تدشين 34 مشروعاً صناعياً ومنجمياً في البلاد خلال العام الفارسي الجاري. وأضاف أنّ «هذه المشاريع ستدشّن بالتزامن مع مرور ثلاثين عاماً على انتصار الثورة الإسلامية».
في هذا الوقت، كشفت صحيفة «جيروزاليم بوست» أنّ شركة «سيمنز» الألمانية نقلت إلى طهران نظام تجسّس على الاتصالات متطوّراً جداً. ونسبت إلى الصحافي النمسوي الاستقصائي، أريك موشيل، قوله إنّه «متأكّد بنسبة 99 في المئة من أنّ مراكز مراقبة تستخدم لمراقبة المكالمات الهاتفية من الأجهزة الثابتة والمتحرّكة قد أرسلت إلى إيران». وأشار إلى أنّ هذه الأنظمة قد تمكّن الاستخبارات الإيرانية من توثيق المكالمات الهاتفية بين إسرائيل وإيران وإنشاء ملف اتصالات، مضيفاً «هذه التقنية يمكن أن تبيّن كم مكالمة هاتفية أُجريت بين إيران وإسرائيل خلال السنوات العشر الأخيرة، إضافة إلى أماكن إجراء هذه الاتصالات».
وأكّد موشيل، المتخصّص في مجال حماية المعلومات والتجسّس، أنّ منصّات التجسس تسمح للاستخبارات الإيرانية بمراقبة التحويلات المالية، وحركتي السير والطيران، ما يمكّنها من الحصول على قاعدة معلومات معقّدة تبيّن على سبيل المثال نشاطات الشركات الدولية في البلاد التي تتعاطى أعمالاً مع إسرائيل ودول أخرى.
وامتنع المتحدّث باسم شركة «سيمنز» عن تأكيد هذه المعلومات. وقال للصحيفة إنّ «شركته تتقيّد بتوجيهات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وألمانيا الخاصة بتقييد التجارة مع إيران»، بدورها، رفضت شبكة «نوكيا سيمنز»، وهي شريكة «سيمنز» في إيران، الردّ على الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن الادّعاء العام في مدينة ميونيخ الألمانية قوله إنّ شركة «سيمنز» تخضع للتحقيق في فضيحة رشوة. وأشار إلى أنّ الشركة اعترفت بأنّها أنفقت 19 مليون يورو لرشوة مسؤولين إيرانيين في كانون الثاني الماضي. وترتبط الشركة الألمانية بعلاقات تجارية مع طهران تفوق الـ500 مليون دولار، وقدّمت لها تجهيزات تقنية حيوية للبنية التحتية.
داخلياً، أُجري تعديل حكومي شمل وزارتي الاقتصاد والداخلية. وقال المتحدّث الحكومي، غلام حسين إلهام، إنّ الرئيس محمود أحمدي نجاد «طلب من وزيري الاقتصاد والداخلية: داوود دانش جعفري ومصطفى بور محمدي الخدمة في منصبين آخرين».
وأشارت الصحف الإيرانية إلى الخلافات القائمة بين نجاد ووزير الاقتصاد بشأن سياسة الحكومة الاقتصادية التي تلقى انتقادات واسعة بسبب نسبة التضخم المرتفعة جداً التي بلغت رسمياً 18.4 في المئة خلال السنة الأخيرة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي)