توّجت إيطاليا مجدداً، أمس، سيلفيو برلوسكوني زعيماً للغالبية البرلمانية، بعد أقل من عامين على خروجه من السلطة عبر صناديق الاقتراع، انتقل خلالها هذا البلد، مؤقتاً، إلى اليسار. تتويج يعيد السياسة الإيطالية إلى سكّتها اليمينية، وإلى حلفها «المقدس»، الذي أرساه برلوسكوني مع الولايات المتحدة. لكنها هذه المرة سكة محفوفة بالمخاطر، بعدما تحول حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف إلى الكتلة السياسية الضامنة لها. فبعد إسدال الستار على عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية المبكرة في إيطاليا، التي جرت خلال اليومين الماضيين، حصد تحالف يمين الوسط، بزعامة برلوسكوني، غالبية مريحة في مجلسي النواب والشيوخ في مواجهة ائتلاف يسار الوسط بزعامة فالتر فيلتروني، ما يمهد الطريق أمام عودته إلى رئاسة الوزراء للمرة الثالثة.
وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» أن النتائج الأولية التي أوردها معهد الأبحاث «إيبسوس» لمصلحة محطة «ميديا سيت» التلفزيونية التي يملكها برلوسكوني، تظهر أن «التحالف الذي يقوده برلوسكوني يتقدم في انتخابات مجلس الشيوخ، حاصداً 47.1 في المئة من الأصوات في مقابل 38.5 في المئة لائتلاف فيلتروني».
وأفاد تلفزيون «راي» الحكومي أن ائتلاف برلوسكوني حصل على 164 مقعداً من مقاعد مجلس الشيوخ الـ315، فيما حصل فيلتروني على 139 مقعداً. أمّا في مجلس النواب، فتقدم يمين الوسط على منافسه بفارق 6 في المئة، ما يؤمن له حكماً سلساً في ظل النظام الانتخابي الإيطالي القائم على النسبية.
وأقرّ فيلتروني بهزيمته، مهنئاً غريمه بالفوز، فيما قال النائب عن حزب «قوس قزح» (يسار متشدد)، جيوفاني روسو سبينا، إن حزب رابطة الشمال، الذي حصل على 7 في المئة من الأصوات في مجلس النواب، ساهم في ترجيح كفة برلوسكوني، الأمر الذي سيجعله رهينة تحالفه مع الحزب اليميني المتشدد. وأضاف «إن ذلك مثير للقلق، ويعني أن حزباً عنصرياً ستكون له الكلمة الفصل في حكومة برلوسكوني».
وأشارت استطلاعات الرأي قبل ساعة من إقفال صناديق الاقتراع إلى أن نسبة المشاركة كانت أقل من مثيلتها في الانتخابات السابقة التي جرت عام 2006.
(أ ب، أ ف ب، رويترز)