محمد بديرتُبدي المحافل الإسرائيلية اهتمامها منذ الآن بالانتخابات المرتقبة لرئاسة السلطة الفلسطينية، التي يُتوقع أن تُجرى في كانون الثاني من العام المقبل، كما تُبدي قلقها من إمكان مشاركة حركة «حماس» فيها، بل واحتمال فوزها، حيث يتزايد الكلام عن هذه المسألة خلال المداولات الداخلية للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وفق ما أشار إليه المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، عامير ربابورت.
وتبدي المحافل الإسرائيلية تخوفها وقلقها أيضاً، لا من فوز «حماس» في انتخابات الرئاسة فحسب، بل من سيطرتها أيضاً على الضفة الغربية، بعد سيطرتها على قطاع غزة، مع ما لهذا الأمر من تداعيات على أصعدة عديدة. وتبني المحافل الإسرائيلية مخاوفها، بحسب رابابورت، على أساس تقديرها أن حركة «حماس» ستشارك فعلاً، للمرة الأولى، في تلك الانتخابات، لتكرر فوزها على غرار ما حصل في الانتخابات التي جرت في كانون الثاني 2006 في مواجهة الحكومة الفلسطينية، حيث حصلت على معظم المقاعد في الانتخابات البرلمانية.
وبحسب «معاريف»، فإنه حالياً، وقبيل الانتخابات الرئاسية، يزداد ويسيطر تشاؤم إسرائيلي، بسبب الخوف من فوز كاسح آخر لـ«حماس» «سيكون هام جداً». وتضيف الصحيفة «أنهم يتابعون في المؤسسة الأمنية، وباهتمام كبير، الرأي العام الفلسطيني. ومن أجل ذلك يستعينون باستطلاعات الرأي العام التي يجريها الدكتور خليل شقاقي، الذي يرأس معهد بحوث في رام الله، والذي تُعدّ معطياته موثوقة جداً من جانب المحافل الإسرائيلية، إضافة إلى الاستعانة بجهات استخبارية وبالإدارة المدنية لتحديد المزاج العام في المناطق الفلسطينية». وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإنه «على الرغم من الوضع الصعب في قطاع غزة، إثر الحصار الاقتصادي والحرب المستمرة، ثمة فرصة جيدة لأن تفوز حماس أيضاً في الانتخابات التي ستجري في كانون الثاني المقبل».
وتشير تقديرات المحافل الاستخبارية إلى أن «حركة فتح منقسمة، وأنه من الصعب عليها دعم موقفها في الرأي العام الفلسطيني، إضافة إلى أنه في الرأي العام الفلسطيني يتعزز الشعور بأن مفهوم حماس ــــ أي أسلوب الكفاح لا المفاوضات ــــ هو الصحيح، ويؤدي بهم إلى المكاسب».
وترى تقديرات المحافل الاستخبارية الإسرائيلية أنه «إذا كان وضع حماس يشهد حالة من التدهور، حتى قبل أشهر، إلا أن فرض الحصار الاقتصادي الحاد على القطاع هو الذي أدى إلى زيادة الدعم الشعبي لها مجدداً، وذلك يعود إلى أن حماس أسقطت في أعقاب الحصار، في عملية مخططة جيداً، الجدار العازل بين غزة ومصر. أضف إلى ذلك أن الاعتقاد السائد في أوساط الرأي العام الفلسطيني، هو أن حماس نجحت في مواجهة الجيش الإسرائيلي، في عملية شتاء حار التي جرت في شمال قطاع غزة، قبل حوالى شهرين، الأمر الذي رفع دعمها في غزة وكذلك في الضفة الغربية إلى مستويات جديدة».
كذلك فإن حقيقة أن هناك 75 في المئة من الفلسطينيين عبّروا في استطلاعات الرأي العام عن تأييدهم للعملية التي جرت في المعهد الديني «مركاز هراف» في القدس، تشير برأي محافل التقدير الإسرائيلية، إلى الدعم الكبير لـ«أسلوب الكفاح» هذا، بالرغم من أن معظم الجمهور الفلسطيني ما زال يعبّر في استطلاعات أخرى أيضاً عن تأييده لتسوية سياسية مع إسرائيل. وبحسب «معاريف»، فإن التناقض الظاهر في النتائج يفسّر أن الفلسطينيين باتوا يؤمنون أقل فأقل بأن الطريق السياسي سينجح.