القاهرة ــ خالد محمود رمضانالتقى الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، أمس، مع قادة من حركة «حماس»، برئاسة القيادي محمود الزهار، في فندق سميراميس في القاهرة، وسط إجراءات أمنية مشددة.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن وفد «حماس» أطلع كارتر على الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة، وإمكانات فك الحصار وتحقيق تهدئة شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى موقف «حماس» من التهدئة والتسوية السياسية والانخراط في عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.
وقال مسؤول مصري، شارك في الترتيبات الخاصة بعقد هذا اللقاء، إن «كارتر نصح قادة حماس بالتخلي عن سيطرتهم على قطاع غزة المحتل وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل شهر حزيران من العام الماضي». وأضاف أنه دعا «حماس» إلى «القيام بمبادرات لحلحلة الوضع، بما في ذلك إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. لكن وفد حماس رفض الإفراج عنه مجاناً، وذكّر كارتر مجدداً بآلاف الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية».
وكان الرئيس المصري حسني مبارك وقرينته قد أقاما، قبل هذا الاجتماع، مأدبة غداء في مقر الرئاسة، تكريماً لكارتر وقرينته، بحضور رئيس الحكومة المصرية أحمد نظيف ووزير الإعلام أنس الفقي.
وقبل الاجتماع، قال مسؤول في حركة «حماس» في القاهرة، طلب عدم ذكر اسمه، إن كارتر «لديه بوادر جيدة، ونحن محتاجون إلى ذلك». وأضاف أن الوفد الذي جاء براً من غزة عبر معبر رفح «سيُطلع كارتر على ما يجري في غزة، ويؤكد له أن حماس هي حركة تحرير وطنية»، كما سيلتقي مدير المخابرات المصريّة عمر سليمان ومسؤولين في القاهرة.
ولدى وصوله إلى مصر، أشاد الزهار باللقاء مع كارتر. وقال إن كارتر «استطاع أن يكسر كل القيود الإسرائيلية التي أرادت أن تحول بينه وبين حماس». وأضاف أنه «صمّم على لقاء الإخوة في دمشق (رئيس المكتب السياسي في حماس خالد مشعل) ولقائنا في القاهرة، بعد منعه من الوصول إلى غزة». وأشار إلى أن كارتر «أكد شرعية حماس وأنها حركة تحرر وطني، على الرغم من أنه لم يقل ذلك».
ويتوقّع أن يلتقي الرئيس الأميركي الأسبق خالد مشعل اليوم الجمعة في دمشق، رغم الانتقادات الحادة من جانب إسرائيل والمسؤولين الأميركيين.
وفي واشنطن، وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، غوردون جوندرو، لقاء كارتر وفدَ «حماس» بأنه «غير مفيد»، ودان الحركة ووصفها بـ«الإرهابية». وقال: «لا نعتقد بأن الاجتماع مفيد. وكما رأينا جميعاً من أعمال العنف الأخيرة في غزة، فإن حماس منظمة إرهابية».
إلى ذلك، أكّدت مصادر في روسيا أن موسكو تشعر بقلق حقيقي من لقاء كارتر قادة «حماس» وفتح خط أميركي على الحركة، ما يفقد موسكو ورقة رابحة في يدها، وهي علاقتها الاستثنائية بقادة هذه الحركة. ولذلك، يتوقع المراقبون أن تشهد المنطقة قريباً حراكاً دبلوماسياً روسياً حثيثاً لاستكشاف التطورات على هذا المحور.
ورأى رئيس مركز روسيا للتنبؤات السياسية، ميخائيل فينوغرادوف، أن «موسكو مهمة للفلسطينيين كوسيط أكثر نزاهة»، مشيراً إلى أن موسكو تريد «إظهار أنها تعدّ لاعباً جدّياً في السياسة الدولية، والشرق الأوسط هو المكان الذي يُصغى فيه إليها». ولكن فينوغرادوف يعتقد بأن «مهمة روسيا يمكن ألا تتعدى ذلك، لعدم وجود مصالح استراتيجية لها في فلسطين».