بول الأشقرهذا الرجل هو فرناندو لوغو، مطران مقاطعة سان بدرو، أفقر مقاطعة في الباراغواي، وقد استقال قبل سنة ونصف سنة من منصبه ليدخل السياسة من بابها العريض بعدما تلمّس «محدودية العمل الكنسي الرعوي لتغيير البنى الاقتصادية والاجتماعية». والاستقالة ناتجة أيضاً من ضرورة رفع العائق الدستوري الذي يمنع رجال الدين من تبَوّء المناصب الانتخابية، مع أن المفارقة هنا تكمن في أن الفاتيكان جمّد الرجل «كنسيّاً» لأنه لا يعترف أصلاً بمبدأ الاستقالة من التوكيل الإلهي.
يترشح فرناندو لوغو (58 سنة) باسم «الائتلاف الوطني من أجل التغيير»، الذي يضم أكثر من ثلاثين حزباً وحركة يجمعها الخروج مما آلت إليه «النيو ـــــ ستروسنيرية». من بين هذه الأحزاب، الحزب الليبرالي، الحزب التقليدي الآخر في الباراغواي الذي عيّن نائب الرئيس، وحركة «تيكوخوخا» التي تعني بلغة الغوارني الهندية «العدالة»، والتي تمثّل الإطار السياسي الذي يعمل من خلاله لوغو منذ نحو ثلاث سنوات.
خصما فرناندو لوغو الأساسيان، هما وزيرة التعليم بلانكا أوليفار، التي فرضها الرئيس الحالي دوارتي على حزب «الكولورادو» على حساب طموحات نائب رئيسه، ما دفع الأخير إلى الاعتكاف. والجنرال لينو أوفييدو، قائد الجيش قبل عقدين والمتورط في محاولات انقلابية عديدة منذ إقالة ستروسنير، وقد عفي عنه عشية الاستحقاق في محاولة لتقسيم أصوات المعارضة وإرباكها.
انتخابات الأحد عامة ستجدد أيضاً لمجلسي النواب والشيوخ وحكام المقاطعات. والنتيجة ستحسم من الدورة الأولى، مهما كانت النسب التي قد ينالها المرشحون. وكل استطلاعات الرأي من دون استثناء تدل حتى اليوم على أن لوغو متقدم، فيما صعدت في الفترة الأخيرة أوليفار إلى المرتبة الثانية إثر تحرك ماكينة حزب «الكولورادو».