نجاد يستعرض قوّة الجيش: لن تجرؤ أي قوّة عظمى على النيل من مصالحناأما وزير الدفاع وإسناد القوات المسلحة، العميد مصطفى محمد نجار، فحذر من جهته إسرائيل من التعرض لبلاده، مشيراً إلى أن إيران ستردّ بشكل يجعل الإسرائيليين يندمون على فعلتهم. وأضاف أن «ما استعرض (أمس) هو جانب ضئيل من قدرات إيران العسكرية والدفاعية»، و«نحن بصدد صياغة برامج استراتيجية لتقوية القوات المسلَّحة البرية والجوية والبحرية وإسنادها في هذا العام الذي هو عام الازدهار والإبداع».
وعرض الجيش الإيراني أمس مقاتلات أميركية من طراز «اف4» و«اف5» تعود إلى الستينيات والسبعينيات. وشاركت في العرض مقاتلات «الصاعقة» وهي نسخة مطوَّرة محدَّثة محلياً عن طائرات «اف 5»، إضافة إلى طائرات «ميغ 29».
كما تخلل العرض ظهور الكثير من الصواريخ، ولا سيما نموذج من الصاروخ الطويل المدى «قدر ـــــ1» الذي يبلغ مداه 1800 كيلومتر ويعمل بالوقود السائل.
في تطورات الملف النووي، أفاد مصدر دبلوماسي إيراني مطلع، لـ«الأخبار» في باريس، بأن «المفاوضات بين الجانبين الإيراني والأوروبي بشأن الأزمة النووية الإيرانية في حكم المُجمَّدة»، مُحملاً الطرف الأوروبي مسؤولية هذا الجمود بالقول إن «(الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير) سولانا ليس جاداً في التفاوض معنا، وهو غير قادر على احترام التزاماته معنا». وأضاف المصدر الإيراني: «في كل مرة كانت المفاوضات تفضي إلى اتفاق بيننا وبينهم، كان سولانا يخرج بعد أسبوع أو أسبوعين للقول إن هذا الشيء لا يمكن فعله وإن هذا الأمر صعب تطبيقه».
أما عن الدور الأميركي في تعطيل هذه المفاوضات، فقال المصدر نفسه: «لأميركا الدور الأكبر في تعطيل كل الاتفاقات التي حصلت بين الجانبين الإيراني والأوروبي، وقد قال سولانا في إحدى المرات: إنني لا يمكن أن أمرِر بعض الأمور التي اتفقنا عليها، الأمر ليس بيدي، وكان هذا اعترافاً صريحاً منه بعدما تحجج طويلاً بأمور أخرى».
وفي السياق، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، إن إيران تتقدم ببطء في تركيب أجهزة الطرد المركزي. وأشار البرادعي، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، إلى «أنهم (الإيرانيين) لا يتقدمون بسريعة».
وقال البرادعي إن إيران كانت قد أقامت نحو ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي بحلول نهاية آب 2007، وهي اليوم تشغِّل «ما بين 3300 و3400» جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم. وأضاف: «إنهم بصدد إجراء بحوث وعمليات تطوير لإقامة أجهزة طرد مركزي أكثر فاعلية. غير أن التوسُّع يشمل أجهزة طرد مركزي من نوع بي ــ1».
وأعلن البرادعي إرسال فريق من وكالة الطاقة الأسبوع المقبل إلى إيران لبحث أنشطتها النووية.
وكان نجاد قد أعلن في 8 نيسان الماضي بدء إقامة ستة آلاف جهاز طرد مركزي جديد من نوع «بي ـ1».
من جهة ثانية، كشفت صحيفة «التايمز» الصادرة أمس عن أن البحارة البريطانيين الـ15 الذين اعتقلتهم إيران العام الماضي كانوا في المياه المتنازع عليها، لا في المياه الإقليمية العراقية.
وقالت الصحيفة إن وثيقة داخلية لوزارة الدفاع البريطانية حصلت عليها بموجب قانون حرية المعلومات أظهرت أن البحارة البريطانيين لم يكونوا في المياه العراقية، كما أصرَّ وزير الدفاع البريطاني، ديس براون. كما كشفت عن أن قوات الاحتلال الأميركية في العراق قررت ترسيم حدود للمياه الإقليمية من دون أن تبلغ إيران بذلك. وأضافت أن اعتقال البحارة البريطانيين، الذي وصفته لجنة برلمانية بريطانية بأنه «إحراج وطني»، وقع، بحسب الوثيقة الرسمية، «في مياه غير متفق دولياً على أنها عراقية، وأن قوات التحالف وضعت خطاً فاصلاً بين المياه العراقية والإيرانية من جانب واحد من دون أن تخبر الجانب الإيراني بموقعه، وأن زوارق الحرس الثوري الإيراني كانت تعبر الخط الخفي بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)