القاهرة ــ خالد محمود رمضانبينما تنتظر مصر اليوم الحصول على رد حركة المقاومة الإسلامية «حماس» على مقترحات للتوصل إلى هدنة شاملة في قطاع غزة، قالت مصادر مصرية مطلعة إنها تتوقع رداً إيجابياً من رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، في دمشق.
وأشارت المصادر، التي طلبت عدم تعريفها، إلى أن مدير الاستخبارات المصريّة اللواء عمر سليمان، الذي التقى وفد «حماس» الذي زار القاهرة أخيراً برئاسة القيادي محمود الزهار، قد حذر من أن رفض «حماس» لهذه المقترحات سيدفع القاهرة إلى التخلي عن وساطتها لإبرام اتفاق هدنة في غزة.
وتطالب «حماس» بأن تشمل الهدنة أيضا الضفة الغربية، وأن تفرج إسرائيل عن مئات من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجونها. ومن المنتظر أن يلتقي وفد «حماس» مجدداً اللواء عمر سليمان لدى عودته من العاصمة السورية ومناقشة المقترحات المصرية مع خالد مشعل.
وشهدت علاقات «حماس» مع مصر، أمس، أزمة جديدة كان عنوانها الأبرز إعلان الحركة رفضها لتصريحات أدلى بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، وكشف خلالها عن خطة تقوم في أحد بنودها على تأليف حكومة وحدة وطنية تُستبعد منها الحركة «كي لا تتعرقل مفاوضات السلام». ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن المتحدث باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن «هذه التصريحات تعني أن أبو الغيط ضد الشرعية التي فازت بموجبها حماس في انتخابات حرة شهد العالم أجمع بنزاهتها». وأعرب عن أمله في أن يعيد وزير الخارجية المصري النظر في تصريحاته، مؤكداً في الوقت نفسه على أن القاهرة مطالبة بأن توضح موقفها بعد هذه التصريحات.
وبعدما شدد أبو زهري على أنه «لا مجال لتجاوز حماس في أي عملية سياسية في المنطقة»، أبدى استغرابه من تعويل مسؤولين عرب على تجاوز «حماس» سياسياً، في الوقت الذي بدأ فيه الغرب يدرس مدى حجم الحركة الإسلامية ومكانتها.
وكان أبو الغيط قد كشف عن خطة مصرية من بنود عديدة، في لقاء مساء الجمعة الماضي في واشنطن مع أعضاء مجلس العلاقات الخارجية. وتنص الخطة على صفقة تبادل الأسرى التي سيجري بموجبها الإفراج عن 400 فلسطيني في مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط.
كما تشير هذه الخطة إلى أن فترة التهدئة ستتوقف فيها عمليات إطلاق الصواريخ من غزة ومعها تتوقف إسرائيل عن استهداف المقاومين الفلسطينيين وضرب غزة، إضافةً إلى فتح المعابر بين غزة وإسرائيل، بحسب ترتيبات جرى الاتفاق عليها بين السلطة وإسرائيل بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.