أوباما ينتقد حصول منافسته على أموال من جماعات الضغط ويعوّل على نورث كارولينا
واشنطن ــ محمد سعيدويرى محللون أن فوز كلينتون النسبي في ولاية كبيرة أخرى ينذر باستمرار السباق المحموم حتى آخر ناخب ديموقراطي.
ولم يكن فوز هيلاري في بنسلفانيا بنسبة 55 في المئة مفاجئاً لمنافسها باراك أوباما، الذي كان يهدف فقط إلى تقليص نسبة فوزها إلى أدنى حد، حيث حصل على 45 في المئة من أصوات الديموقراطيين. وهو هنّأها أمام أنصاره في إيفانسفيل في ولاية انديانا، حيث ستجرى المعركة الانتخابية الديموقراطية المقبلة في السادس من أيار.
وتوفرت لهيلاري في بنسلفانيا كل عوامل النجاح، من وجود أكبر نسبة للبيض في ولاية أميركية، إلى أكبر نسبة من النساء المسنّات، إلى أكبر عدد من الطبقة العاملة الداعمة لها، إضافة إلى نزعة العنصرية المتجذرة ـــ وإن كانت خفية ـــ في نفوس البيض من متوسطي التعليم الذين يشكلون غالبية سكان الولاية.
وتجلى ذلك في الأرقام التي أشارت إلى أن هيلاري اكتسحت أصوات الناخبين من النساء البيض بنسبة 64 في المئة في مقابل 36 في المئة لأوباما، وبين الرجال البيض بنسبة 55 في المئة في مقابل 45 في المئة لمنافسها.
وصوّت 60 في المئة من مقتني الأسلحة ومرتادي الكنائس وسكان الريف المحافظين والمتعصبين بطبيعتهم للبيض لمصلحة هيلاري، في مقابل 49 في المئة لأوباما. كما صوّت لها المسنّون بنسبة 61 في المئة، في مقابل 38 في المئة لأوباما.
ولم يكن مفاجئاً فوز أوباما بنحو 92 في المئة من أصوات الناخبين السود الذين يشكلون نحو 54.5 في المئة من الناخبين الديموقراطيين الذين يصل إجمالي عددهم في الولاية إلى نحو 4 ملايين ناخب، فيما لم تحصل هيلاري على أكثر من 8 في المئة من أصواتهم، وهو ما يؤكد المسحة العنصرية الخفية التي تسري في أوصال هذه الانتخابات.
وأحرز أوباما تقدّماً بارزاً بين الديموقراطيين الجدد الذين سجل عشرات الآلاف منهم أنفسهم في قوائم الناخبين للمرة الأولى وشكّلوا نحو 10 في المئة ممن أدلوا بأصواتهم. وركّز أوباما على هذه الفئة، وأشار في خطابه إلى أن حملته سجّلت عدداً قياسياً من هؤلاء الناخبين الذين قال إنهم سيحملونه إلى النصر.
وستوزع أصوات مندوبي بنسلفانيا الـ158 على هيلاري وأوباما بالتناسب مع الأصوات الشعبية التي ترجمتها صناديق الاقتراع، حيث حصدت الأولى 16 مندوباً زيادة عما حصل عليه أوباما. إلا أن محللين يستبعدون أن يؤثّر فوزها في بنسلفانيا بشكل كبير على تقدم أوباما من حيث أصوات الناخبين المباشرين، الذين صوّتوا له في 42 ولاية حتى الآن ومن حيث عدد المندوبين الذين لا يزال يتقدم بهم بأكثر من 160 مندوباً، فيما تتقدم عليه هيلاري بعدد المندوبين الكبار بنحو 24 مندوباً، إضافة إلى فوزه بـ27 ولاية في مقابل 14 لهيلاري.
ورأت هيلاري أن نصرها في بنسلفانيا يؤكد جدارتها للاستمرار، بل الفوز في السباق. وخاطبت مناصريها قائلة «إننا نواجه خصماً مدهشاً أنفق أموالاً أكثر منا بثلاث مرات، أنفق بشكل لم يسبق له مثيل في هذه الولاية على أمل إخراجنا من السباق. لكن شعب بنسلفانيا لم يكن بهذا الرأي».
وهي تشير بذلك إلى التبرعات التي جمعها أوباما خلال شهر آذار، والتي بلغت 41 مليون دولار رغم رفضه أموالاً من جماعات الضغط، بينما جمعت حملتها 20 مليون دولار، ولا تزال مدينة بنحو 10 ملايين. وأعلنت، أمس، أنها جمعت ثلاثة ملايين دولار عبر الإنترنت، بعد فوزها في بنسلفانيا.
أما أوباما فقال، عقب ظهور النتائج، «نستطيع أن نكون الحزب الذي يقول ليس هناك مشكلة ويقبل أموال جماعات الضغط (لوبي) في واشنطن»، مستطرداً «لا يمكن أن نزعم بأننا ندافع عن العمال إن كان تمويلنا يأتي من جماعات الضغط التي تخنق أصواتهم». وأضاف «نستطيع أن نكون حزباً يفكر بأن الطريقة الوحيدة للظهور أقوياء بشأن مسائل الأمن القومي هي التحدث والتحرك والتصويت مثل جورج بوش وجون ماكاين. نستطيع استخدام الخوف كتكتيك والتهديد الإرهابي لكسب الأصوات»، ملمحاً إلى شريط مصوّر في حملة كلينتون يظهر فيه أسامة بن لادن.
وقد سارع أوباما للالتفات إلى الولايات التسع المقبلة، التي يتمتع بشعبية جارفة في غالبيتها، وبينها الولايات ذات العدد الأكبر من المندوبين، وخصوصاً نورث كارولينا وإنديانا.
ويركز أوباما بكثافة على الدعاية، حتى إن القائمين على حملته كشفوا عن أنهم أنفقوا نحو 11.5 مليون دولار في بنسلفانيا وحدها، بينما لا يتجاوز ما أنفقته هيلاري 4.8 ملايين دولار.