نيويورك ــ الأخبارأثارت ليبيا، أمس، اعتراض المندوبين الغربيين في مجلس الأمن الدولي بعد تشبيهها أوضاع غزّة بـ«معسكرات النازية»، خلال جلسة مغلقة كانت مخصّصة لبحث مشروع ملخص صحافي قدمته كوستاريكا يرحب باستئناف المفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية، ويعرب عن القلق البالغ من تدهور الوضع الإنساني في القطاع، ويدعم بيان «أصدقاء لبنان» الكويتي. لكن الاتفاق على هذه العناصر لم يكن نهائياً.
وبحسب مصدر دبلوماسي مطلع، قال نائب مندوب الولايات المتحدة، اليخاندرو وولف، في بداية الجلسة، إنه «لا يجوز إصدار أي بيان أو تعليق غير متوازن. فالمطلوب معالجة الأمر بشكل كامل، بحيث تُدان عمليات القصف الصاروخية الإرهابية أولاً»، وإنه لا يقبل بأي بيان أو تعليق أقل من ذلك.
عندها تحدث مندوبون آخرون عن إمكان أن يخرج رئيس المجلس ويقدم رأياً نيابة عن الجميع للصحافة، يدعو فيه إلى فك الحصار. وعارض المندوب الأميركي الفكرة، وعندما تحدث نائب المندوب الليبي، إبراهيم الدباشي، شبه الوضع الإنساني في غزّة بأنه «لا يختلف عما جرى في معتقلات النازية». وفور نطقه بهذه العبارة، ضرب مندوب فرنسا جان موريس ريبير، سماعة الترجمة بالطاولة ووقف، فوقف معه مندوبو كل من الولايات المتحدة وبلجيكا وكرواتيا ونائب مندوب كوستاريكا، ونائبة مندوب بريطانيا، وخرجوا جميعاً من القاعة. عندها، أعلن الرئيس الحالي للمجلس، مندوب جنوب أفريقيا دوميساني كومالو، رفع الجلسة، معرباً عن أسفه لعدم القدرة على التوصل إلى موقف مما يجري في القطاع.
وأوضح الدباشي لـ«الأخبار» «قلت إن ما يجري في غزة لا يختلف في شيء عن المعتقلات النازية. فالسكان يعانون قلة الغذاء والدواء والوقود والماء، بل إن ما في غزة أسوأ مما كان في المعسكرات، لأن السكان يتعرضون لقصف منتظم من الجو والبر. فوجئت بردة الفعل المبالغ فيها، كنت أتوقع ردّاً بالحجج والمنطق، لم ندخل في أي تفاصيل، لكنهم وقفوا وخرجوا من القاعة بطريقة عجيبة. المجتمع الدولي لن يصدق أننا لا نستطيع عمل شيء حيال المجازر التي تقع في غزة».
بدوره، قال مندوب بلجيكا، يوهان فيربيكيه، لـ«الأخبار»، «كنت حريصاً على الخروج بشيء، فالأمر لا يطاق في غزة. لكن لا يجوز أن تطلق عبارات كهذه داخل المجلس، يمكن أن تقال للإعلام لكن ليس في المجلس».
أما أليخاندرو وولف فقال، لـ«الأخبار»، إن المندوب الليبي «يفتقر إلى المعرفة بالتاريخ. فغزة ليست محتلة، ومثل هذه الخطابات هي المعرقل الحقيقي للحل في الشرق الأوسط. حماس هي التي بدأت إطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين، وانقلبت على الحكومة الفلسطينية، وهي التي تعطل الحلول».
من جهة أخرى، وجه وزير خارجية إيران منوشهر متكي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يطالبه فيها بتحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية، وحذره فيها من تداعيات الجرائم الإسرائيلية «على السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم». وتساءل «لماذا يسمح للنظام الصهيوني، الذي يرتكب أشنع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ويتبع إرهاب الدولة دون هوادة، بأن يكون عضواً في الأمم المتحدة؟».
وحذر متكي من أن «الاستمرار في ارتكاب هذه الإبادة الجماعية والمحرقة، من شأنه أن يجلب تداعيات خطرة على السلم والاستقرار والهدوء والأمن في منطقة الشرق الأوسط السريعة الاشتعال وعلى العالم بأسره».