عبّاس يدعو إلى وقف الاستيطان: مع اقتطاع 2% من الضفة بدلاً من 12%
واشنطن ــ الأخباروأضاف الرئيس الأميركي «أنا واثق أنه يمكننا التوصل إلى تعريف الدولة، رغم قناعتي أن ذلك يتطلب عملاً شاقاً. ولهذا الهدف سوف أعود إلى الشرق الأوسط وأتطلع إلى لقائك (عباس) مجدّداً».
بدوره، حذّر الرئيس الفلسطيني بأن مفاوضات السلام «في سباق مع الوقت». وخاطب بوش قائلاً «نحن نؤمن أنك تعمل بشكل حقيقي من أجل السلام الدائم وأنك ترغب بالتوصل إلى اتفاق وتسوية قبل نهاية ولايتك». وتابع «لا يمكنني القول إن الطريق مفروشة بالورود، إنها مفروشة بالعراقيل، لكننا سنعمل على إزالتها والتوصل إلى السلام».
وكان عباس قد دعا الرئيس الأميركي إلى بذل المزيد من الجهد والدعم للمفاوضات الفلسطينية ــ الإسرائيلية ليتسنى استيفاء موعد التوصل إلى اتفاق في نهاية عام 2008 والضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان في الضفة الغربية. وحذر، في كلمة ألقاها في حفل أقامه المعهد العربي الأميركي، أول من أمس، بعد لقائه وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، من أن «الوقت ينفد بسرعة ويضيق أمام تحقيق الهدف المتمثل في التوصل إلى اتفاق حول قيام الدولة الفلسطينية بحلول نهاية هذا العام». وأشار أبو مازن إلى أن أكبر عقبة أمام عملية السلام والمفاوضات مع إسرائيل الآن مواصلة أنشطة الاستيطان، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى التوقف عن هذا النشاط حتى يمكن عقد الاجتماعات بشكل لائق للتوصل إلى حل في شأن القضايا الجوهرية. وطالب بوش بممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل لدفع المفاوضات والتوقف عن النشاط الاستيطاني المحموم الذي تعكف عليه في الأراضي الفلسطينية.
وقد أبلغ عباس المسؤولين الأميركيين الذين التقاهم في واشنطن بأن الاستيطان عقبة كبيرة في طريق تحقيق السلام. وقالت مصادر فلسطينية مطّلعة إن عباس حثّ المسؤولين الأميركيين على عدم الموافقة على طلب إسرائيل بمصادرة 12 في المئة من أراضي الضفة الغربية لمصلحة الكتل الاستيطانية الإسرائيلية وما حولها وما يسمى مشروع القدس الكبرى والاكتفاء بنسبة 2 في المئة. وأوضحت هذه المصادر أن رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت يعتزم طرح هذا الطلب خلال الزيارة التي سيقوم بها بوش الشهر المقبل إلى المنطقة للمشاركة في الذكرى الستين لقيام إسرائيل الذي سبّب نكبة الشعب الفلسطيني المتواصلة منذ ستين عاماً.
واعتادت الولايات المتحدة التعليق على الأنشطة الاستيطانية التي تجريها إسرائيل، والتي زادت بمقدار 20 ضعفاً منذ الانسحاب من قطاع غزة، بحثّ إسرائيل على الكفّ عن أي أنشطة تستبق مفاوضات الوضع النهائي، من دون أن تتخذ أي إجراء عملي ضد الدولة العبرية يعكس جديتها في الاعتراض على هذه الأنشطة.
ودأبت الولايات المتحدة على نفي وجود أي اتفاق سري مع إسرائيل يتيح لها توسيع الاستيطان في الضفة الغربية بشكل يناقض السياسة الأميركية، بينما يصرّ الإسرائيليون على العكس، وكان آخرهم دوف فايسغلاس، مدير موظفي رئيس الحكومة السابق آرييل شارون، الذي قال إنه توصل إلى «اتفاق شفهي» في عام 2005 مع نائب مستشار الأمن القومي إيليوت أبرامز يسمح لإسرائيل بتوسيع المستوطنات التي تعتقد أنها ستحتفظ بها. وقال إن هذا الاتفاق جرى من دون علم الفلسطينيين وبموافقة بوش، مشيراً إلى أن شارون كان بحاجة إليه لإرضاء المستوطنين بعد الانسحاب من غزة. لكنه أضاف «لا أذكر أننا توصلنا إلى أي صيغة مكتوبة» بهذا الشأن.
وقال مسؤولون أميركيون لصحيفة «واشنطن بوست» أمس إنه «لا وجود لاتفاق من هذا النوع». وقال وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول إنه لم يتوقع أن تشكل الرسالة التي وجهها بوش إلى شارون في عام 2004 ضوءاً أخضر لإسرائيل لزيادة المستوطنات. وأضاف «تحدثت باستمرار ضد نمو المستوطنات، لكن كما تعلمون كل ما أمكنني فعله هو معارضة ذلك كلامياً». وقال «لم يكن هناك من تداعيات (لكلامي ضد الاستيطان)، ولا يزال الأمر كذلك الآن».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أنه «رغم مرور ثمانية أشهر على صدور قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بخصوص تفكيك مقطع من الجدار العازل في قرية بلعين في الضفة الغربية، إلا أن الجيش الإسرائيلي لم ينفذ حتى الآن هذا القرار ولا أيّاً من القرارات الأخرى التي تتعلق بتفكيك ثلاثة مقاطع أخرى من الجدار».