بغداد ــ الأخباربعد أسبوع من التصعيد ضدّ الحكومة العراقيّة، أوضح السيّد مقتدى الصدر، أمس، أنّ تهديده في شأن شنّ «حرب مفتوحة» إذا ما استمرّت الحملة على تياره، موجّه ضدّ الاحتلال فقط. ودعا الصدر، في بيان تلاه خطباء الجمعة في مدينة الصدر، «الشرطة والجيش العراقيين وجيش المهدي إلى وقف إراقة الدم». وأضاف الصدر «نحن إذ هددنا بحرب مفتوحة حتى التحرير، إنما قصدنا حرباً ضدّ المحتل، لا ضدّ أشقّائنا العراقيين». ويمثّل هذا التوضيح تراجعاً عن موقفه السابق الذي أطلقه قبل نحو أسبوعين، وتناول تهديده حينها حكومة نوري المالكي مباشرة.
وناشد الصدر المكوّنات العراقيّة إلى الاجتماع «على كلمة سواء»، وإلى عدم حمل السلاح «في وجه العراقي، ويجب ألا نستعمل العنف لنشر القضاء والقانون، ولا نتخذ من المدن عمليات عسكرية ضد المحتل، وألا نقسم أرض العراق فدرالياً ولا طائفياً». كما دعا الجيش العراقي لأن يكون «للشعب قريباً، وعن المحتل بعيداً، ولننهها (الاشتباكات) بسلام».
وتناقض بيان الصدر مع كلام نقله موقع «إيلاف» الإخباري، عن المتحدث باسمه وأقرب مساعديه، صلاح العبيدي، ألمح فيه إلى إمكان تنفيذ عمليات انتحارية، حيث أجاب عن سؤال بهذا الشأن، قائلاً «لم نتخذ المبدأ الانتحاري وسيلة حتى الآن. لكن هذا لا يعني أن الخيار سيكون خارج القائمة». وكشف الموقع نفسه عن «شائعات» ترد من بغداد وتتحدث عن أن التيار الصدري بدأ بتجنيد «انتحاريين»، وأن عدد هؤلاء وصل إلى أربعة آلاف مجند.
في هذا الوقت، تجدّدت الاشتباكات العنيفة في معقل التيار الصدري، شرقي بغداد، وأدت إلى سقوط نحو 12 قتيلاً، و74 جريحاً، معظمهم مدنيون سقطوا في القصف الجوي الأميركي.
على صعيد آخر، علمت «الأخبار» من كواليس اجتماعات اللجنة الثلاثية، التي سبق أن ألّفتها «جبهة التوافق العراقية» لتسمية مرشحيها للحقائب الوزارية التي انسحبت منها في آب الماضي، بأن هناك اتفاقاً على تسمية الوزير السابق، رافع العيساوي، لمنصب نائب رئيس الوزراء، بدلاً من سلام الزوبعي. وبحسب المعلومات، ستُمنح وزارتان لـ«مؤتمر أهل العراق» من حصّة «الحزب الإسلامي»، في مقابل تنازل «المؤتمر» عن منصب نائب رئيس الوزراء.
ومن بين أبرز المرشّحين للحقائب الوزارية، الدكتور ظافر العاني من «المؤتمر»، لوزارة الثقافة، ورباح العلواني لشؤون المجتمع المدني، ومرشح الجبهة السابق لوزارة الدفاع، فصيح العاني، لوزارة النقل والمواصلات.
ميدانياً، سقط نحو خمسة عراقيين بأعمال عنف متفرقة في أنحاء مختلفة من بلاد الرافدين، منهم الصحافي في مؤسسة «النخيل» الإعلامية، جاسم البطاط في البصرة. واعترف الجيش الأميركي بمقتل جندي في انفجار جنوبي بغداد.