علي حيدراتهمت إسرائيل أمس قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان، بإخفاء معلومات عن نشاطات حزب الله جنوبي نهر الليطاني لتجنّب المواجهة معه، مشيرة إلى أن قائد «اليونيفيل»، الجنرال كلاوديو غراتسيانو، يتعامل بتساهل مع حزب الله وخلافاً لما نصّ عليه قرار مجلس الأمن 1701. وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى، لصحيفة «هآرتس»، إن «اليونيفيل تخفي عمداً معلومات تتعلق بأنشطة حزب الله، وسجّلت على الأقل ست حالات اكتشف فيها جنود القوات الدولية مسلّحين تابعين لحزب الله، إلا أنها لم تحرّك ساكناً ولم تطلع مجلس الأمن على كل المعلومات التي بحوزتها».
ونقلت الصحيفة وجود عدم رضى إسرائيلي تجاه قيادة القوات الدولية، مضيفة أن «الجيش ووزارة الخارجية الإسرائيليين غاضبان جداً من نشاطات اليونيفيل في الأشهر الأخيرة، وخصوصاً من قائد القوات الدولية غلاوديو غراتسيانو، لأنه يؤدي مهمته بتساهل مغاير لما ينص عليه القرار 1701». وأشارت إلى أن «أحد المسؤولين الإسرائيليين الرفيعي المستوى قال، في جلسة مغلقة، إن غراتسيانو يقدم نصف الحقائق (إلى مجلس الأمن) لكي يتجنّب الإحراج والصراع مع حزب الله، وإن القرار 1701 يتآكل على نحو متزايد، منذ أشهر».
وقال مصدر سياسي إسرائيلي، للصحيفة نفسها، إن «هناك محاولة من أطراف عديدة في الأمم المتحدة لتضليل مجلس الأمن والالتفاف على ما يجب القيام به لمواجهة تعاظم قوة حزب الله في جنوب لبنان». وعبّر المصدر عن أمله «ألا تدوم سياسات التغطية وتمويه الحقائق بعد هذا الكشف، وأن يتغيّر شيء ما».
وذكّرت الصحيفة بأنه «قبل أكثر من أسبوع، وصل الغضب الإسرائيلي إلى درجة الغليان في أعقاب صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي ذكر فيه حادثة حصلت في بداية شهر آذار الماضي، إذ اعترض مسلّحون غير معروفين جنوداً تابعين لليونيفيل في جنوب لبنان، من دون أن يتضمن التقرير أي تفاصيل إضافية»، مشيرة إلى أن «المسؤولين في إسرائيل، المطّلعين على الحادثة، أكدوا أنه لم تصل إلى مجلس الأمن تفاصيل بشأنها».
وفي السياق، قال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير المواصلات، شاؤول موفاز، إن «سوريا متورطة حتى العنق في مساعدتها لحزب الله ومجموعات إرهابية أخرى كحماس»، مشيراً إلى أنه «يجب على دمشق أن تقرر ما إذا كانت تريد الاستمرار في السماح لإيران بجرّها أو تريد أن تتخلى عن محور الشر».
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن موفاز، الذي يترأس الطاقم الإسرائيلي للحوار الاستراتيجي مع واشنطن، قال إن «إسرائيل لا ترى أن القرار 1701 قد ترجم عملياً على الأرض»، مشيراً إلى أنه «سوف نقوم بتوسيعه، ولكنّي لا أنوي الدخول في تفاصيل المسألة قبل لقائي مع الأميركيين».