معاريف ـ ياريف أوفنهايمرجسدت زيارة الاستجمام التي أجراها رئيس الوزراء في هضبة الجولان، بشكل حاد، النزاع بين الرغبة في البقاء في الهضبة والحاجة إلى تحقيق سلام مع سوريا. بالفعل، عندما يعج الشمال بالسياح وتحظى، تالياً، البلدات في الهضبة بتعاطف متجدد من جانب الجمهور، تبدو فكرة التخلي عن الجولان مرفوضة ولا طائل منها. الإسرائيليون لا يشعرون بشكل مباشر بمدى الضرر الذي يلحق بالدولة بسبب غياب السلام مع سوريا.
للوهلة الأولى، اتفاقات وقف النار مع سوريا محترمة بحرص، وثمة شعور بعدم وجود دافع مُلِحّ للتوصل إلى سلام مع دمشق والتخلي عن هذا الإقليم الجميل والمهم. عملياً، الوضع معاكس. لعل الثمن المؤلم والأكثر فورية الذي دفعته إسرائيل جراء عدم عقد سلام كهذا هو تنامي قوة حزب الله، الذي انعكس ارتفاعاً في عدد الضحايا خلال حرب لبنان الثانية. فالحرب المذكورة، بضحاياها العسكريين والمدنيين، هي تحصيل حاصل لاستمرار النزاع، الذي يتوسطه المطلب السوري بإعادة هضبة الجولان، بناءً على سابقة السلام مع مصر. لكن حتى بعد نهاية الحرب، فإن الدولة التي تواصل الربح أكثر من أي طرف آخر جراء انعدام السلام مع سوريا هي إيران.
عندما ترفض الولايات المتحدة وإسرائيل الحوار مع القيادة السورية، لا يتبقى أمام الأسد سوى خيار واحد: التمسك بالحلف مع إيران والسماح لها بمساعدة حزب الله ومضاعفة تهديده على أمن إسرائيل.
إذا كان التخوف من التهديد الإيراني هو بالفعل على رأس جدول الأعمال، والحاجة إلى عزل إيران تمثّل موضوعاً وجودياً، فإن التسوية السلمية بين إسرائيل وسوريا هي الورقة الاستراتيجية الأقوى حيال أحمدي نجاد وآيات الله.