لم تشهد الانتخابات الروسيّة أيّ مفاجآت سلبيّة نوعيّة بالنسبة إلى معسكر الرئيس الروسي السابق، فلاديمير بوتين. «سابق» لأنّ الرئيس الجديد لروسيا، أصبح ديميتري ميدفيديف (42 عاماً). ولمّا كانت الأنظار متّجهة لمعرفة نسبة الثقة التي سيعطيها نحو 109 ملايين ناخب إلى مرشّح بوتين، لم يخب ظنّه، إذ حصل مرشّح الحزب الحاكم، «روسيا الموحّدة» (حسب آخر الأرقام غير الرسمية) على 68.2 في المئة من الأصوات، بينما حقّق المرشّح الشيوعي غينادي زيوغانوف نتيجة جيّدة، بحصده 18.5 في المئة. أمّا القومي المتشدّد القريب من الكرملين فلاديمير جيرينوفسكي، فحصل على 10.5 في المئة، وأندريه بوغدانوف الذي يدعو إلى انضمام روسيا للاتحاد الأوروبي على 1.3 في المئة فقط. أمّا الأهمّ، فكان نسبة المشاركة الشعبيّة التي وصلت إلى نحو 65 في المئة، وهي تُعَد مرتفعة جدّاً. وفور إعلان النتائج، هنّأ بوتين خليفته،، وذلك وسط احتفالات أنصارهما في الساحة الحمراء وسط موسكو.
وردّ بوتين على انتقادات الدول الأوروبيّة والمنظّمات الحقوقيّة التي ادّعت أنّ السلطات الروسيّة لم تسمح إلا لعدد قليل من المراقبين الدوليّين بأن يمارسوا عملهم، فقال إنّ عمليّة الاقتراع «جرت وفق الدستور والقوانين الروسيّة».
بدوره، عبّر الرئيس المنتَخَب عن فرحته بمخاطبة الجماهير بحماسة: «معاً سنكمل الطريق التي بدأها الرئيس بوتين». كما أشار إلى أنّ تشكيله لحكومة جديدة سيتمّ «بالتنسيق مع الرئيس بوتين». وفي السياق، أعلن كبير موظّفي الكرملين، سيرغي سوبيانين، أنّ الحكومة الجديدة لن تبصر النور، «قبل السابع من أيار المقبل»، موعد تسلّم ميدفيديف منصب الرئاسة.
أمّا زيوغانوف، فشكّك في نزاهة الانتخابات، ووصفها بأنها «مسرحيّة». كما كشف أنّ حزبه «ضبط عدداً من المخالفات والتزوير في جميع الأقاليم»، مشيراً إلى أنّه سيتقدّم بطعن بالنتائج.
وفي خطوة احتجاجيّة قام المعارض غاري كاسباروف بتقديم عريضة موقّعة من معارضين للانتخابات إلى لجنة الانتخابات. وأوضح للصحافيين «لدينا اليوم زعيم واحد مختار، صدقيته متداعية، ليس له شرعية».
في المقابل، أكّد رئيس بعثة المراقبين من رابطة الدول المستقلة (السوفياتية سابقاً) أوليغ كوليبا للصحافيين أن الانتخابات «جرت بشكل هادئ». وأكّد أنّ نحو 110 مراقبين من رابطة الدول المستقلة يقومون بمراقبة الانتخابات الرئاسية في 37 منطقة روسيّة، بالتعاون مع مراقبين تابعين لبعثات أخرى مثل منظمة شنغهاي للتعاون.
وفي تعليق أوّلي له على الانتخابات، لم يشر الرئيس جورج بوش إلى أي تغييرات محتملة في ظلّ الرئيس الجديد، من ناحية العلاقة المتأزّمة بين البلدين. ولفت إلى أنّ «العلاقات الروسية ـــــ الأميركية مهمّة من أجل الاستقرار ومن أجل علاقاتنا في أوروبا».
يُذكَر أنّ ميدفيديف، هو خرّيج كليّة الحقوق في جامعة لينينغراد عام 1987، عمل مدرّساً منذ عام 1990 حتى 1999، وعُيّن في العام نفسه نائباً لمدير ديوان الحكومة. وفي عام 2000 عُيِّن نائباً أوّل لمدير ديوان الرئاسة ورئيس مجلس المديرين لشركة «غازبروم». وعام 2003 عُيِّن في منصب مدير ديوان الرئاسة الروسية. شغل منذ عام 2005، النائب الأوّل لرئيس الحكومة.
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، رويترز)