واشنطن ـ محمد سعيدتتحوّل ولايتا تكساس وأوهايو اليوم، ومعهما رود آيليند وفيرمونت، إلى ساحة معركة جديدة بين باراك أوباما وهيلاري كلينتون، حيث من المتوقع أن تحسم النتائج «صورة المنتصر» للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة الأميركية.
وجددت السيدة الأولى السابقة، التي يتعلق مستقبل حملتها إلى حد كبير على نتائج اليوم، هجومها الحاد على أوباما، بهدف الحد من اندفاع حملته بعد 11 فوزاً متتالياً، منتقدة قدرته على تولي مهمات الرئاسة.
وكانت المرشحة الديموقراطية قد بثّت في الأيام الماضية شريطاً دعائياً مناوئاً لأوباما، تظهر فيه صور لأطفال في أسرّتهم مع صوت امرأة قلقة تقول «إنها الساعة الثالثة فجراً، أطفالكم ينامون بأمان، لكن هناك هاتفاً يرن في البيت الأبيض ويبدو أن شيئاً ما يجري في العالم. تصويتكم يقرر من سيجيب على الهاتف». وردّ أوباما، خلال اجتماع في أوهايو، «أي خبرة بالتحديد تدّعيها (كلينتون) في السياسة الخارجية، تؤهلها لإجابة ذلك الهاتف في الساعة الثالثة صباحاً».
ورأى سيناتور إيلينوي، خلال جولة انتخابية، «إذا أردنا تغييراً حقيقياً، فإننا نحتاج إلى قادة في واشنطن يقولون ما يعنونه، ويعنون ما يقولونه». وتطابقت مواقف المرشحين حول العملية الإسرائيلية في غزة، حيث حمّلا «حماس» مسؤولية التصعيد. ورأى أوباما «أن العنف في غزة نتيجة لقرار حماس شن هجمات صاروخية على مدنيين إسرائيليين. وإسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها»، فيما أكدت كلينتون أنها «تدين هجمات حماس الصاروخية على جنوب إسرائيل بما في ذلك مدينة عسقلان. إسرائيل لها الحق في الدفاع عن مواطنيها».
وفي خطوة استباقية لشقّ صفوف الجمهوريين، أعلن أوباما عزمه على تعيين بعض الشخصيات المعتدلة في الحزب الجمهوري في إدارته في حال فوزه بمنصب الرئاسة. وخص بالذكر كلاً من سيناتور نبراسكا تشاك هاغل، أحد أبطال فيتنام وأشد المنتقدين والناقمين على إدارة بوش، ونائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية ريتشارد لوغر.
ويعتقد البعض أن هاغل مرشح لمنصب وزير الدفاع في إدارة أوباما المحتملة، أو حتى لمنصب نائب الرئيس. وتشابه خطوة أوباما هذه تكتيكاً اعتمده الرئيس الديموقراطي الراحل جون كنيدي، الذي عيّن الجمهوري روبرت ماكنمارا وزيراً للدفاع في إدارته عام 1961.
إلى ذلك، أوضح آخر استطلاع للرأي أجرته وكالة «رويترز» وشبكة «سي سبان» تساوي موازين القوى بين الطرفين، بما يستبعد سيناريو «الضربة القاضية» التي يمكن أن يسددها أوباما لكلينتون. لكن المراقبين يشيرون إلى إمكان حدوث مفاجآت في حال تمكن أوباما من اختراق الكتلة الانتخابية اللاتينية التي تشكل نحو 40 في المئة من الناخبين الديموقراطيين في تكساس، صاحبة العدد الأكبر من المندوبين، والتي تصوّت عادة لكلينتون.
وأظهر الاستطلاع أن أوباما يتقدم بشكل طفيف على كلينتون في ولايات تكساس وأوهايو ورود آيلاند وفيرمونت، لكن بفارق يدخل في إطار هامش الخطأ في استطلاع الرأي وهو أقل من أربع نقاط مئوية.
وبلغت نسبة تأييد المرشح الأسود في تكساس (193 مندوباً)، 47 في المئة في مقابل 44 في المئة لمنافسته. وفي أوهايو (141 مندوباً) تقدم أوباما بنسبة 47 في المئة في مقابل 45 في المئة لكلينتون. كذلك يتقدم أوباما بفارق صغير في فيرمونت، فيما تنعكس الصورة في رود آيليند.