المقاومة تقتل جنديّاً إسرائيليّاً وتصيب 3 والقاهرة تبني جداراً على حدود القطاعstrong>غزة ـ رائد لافيالقاهرة ـ الأخبار
برزت أمس وتيرة اتصالات متسارعة، تقودها مصر، لإرساء تهدئة في قطاع غزة، الذي شهد عملية للمقاومة الفلسطينية أدّت إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين، فيما استشهد مقاوم بنيران الاحتلال.
وقالت مصادر في حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» إن مصر بدأت محادثات مع الحركتين أمس في شأن هدنة مع إسرائيل. ولهذه الغاية، اجتمع مسؤولون من «حماس» و«الجهاد» في غزة مع مسؤولين مصريين في بلدة العريش المصرية جنوبي القطاع.
وقال مسؤولو «حماس» إن القيادي في الحركة، محمود الزهار، هو الذي يرأس وفدها في العريش، فيما أكّد القيادي في «الجهاد»، خضر حبيب، أن الحركة أرسلت وفداً إلى العريش برئاسة محمد الهندي لإجراء محادثات في شأن التهدئة.
وكان مسؤولون فلسطينيون قد أعلنوا أن مصر تعكف على وضع اقتراح لهدنة في غزة من خمس نقاط. وأوضحوا أن الاقتراح المصري يتضمن:
ـ أن توقف «حماس» الهجمات الصاروخية على إسرائيل.
ـ أن توقف إسرائيل هجماتها العسكرية على قطاع غزة.
ـ أن تخفِّف إسرائيل الحصار الاقتصادي على المناطق الفلسطينية.
ـ أن تعيد إسرائيل فتح المعابر الرئيسية مع غزة والضفة الغربية.
ـ إعادة فتح المعبر الحدودي بين غزة ومصر، على ألا يكون لـ«حماس» دور مباشر في تشغيله.
في هذا الوقت، أكد المبعوث الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، ديفيد ولش، بعد محادثات في القاهرة مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، على «الدور الهام» الذي يمكن أن تؤديه مصر من أجل التوصل إلى تهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، في بيان، إن اللقاء يأتي في إطار «الجهد المصري الأميركي لتهدئة المواجهة العسكرية، تمهيداً للتوصل إلى فترة مطولة من التوقف الكامل عن الأعمال العسكرية بين الجانبين».
بدوره، صرح ولش بأنه تمّ بحث «الدور المهم الذي يمكن أن تؤديه مصر لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية، وخصوصاً جهود التهدئة للأوضاع». وقال إن «بناء دولة فلسطينية أمر أساسي، ويجب ألا يكون هناك ابتعاد عن هذا الهدف، ولا يمكن أن يصبح هدف إقامة دولة فلسطينية رهينة في يد أي طرف أو في أيادي المتطرفين لخلق أجواء مضطربة وخلق العنف أو الفوضى».
وفي بروكسل، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس أن الولايات المتحدة تعوِّل على مساعدة مصر لإعادة الهدوء إلى قطاع غزة. وقالت: «تحدثت إلى المصريين، وننتظر أن يبذل المصريون الجهود التي قالوا إنهم سيبذلونها لإعادة الهدوء إلى المنطقة ومحاولة تحسين الوضع في غزة». وأضافت: «أعتقد أن ما يقوم به المصريون يسلك تماماً هذا المنحى».
وفي السياق، قال مسؤول أميركي في القدس المحتلة إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أنها تفضِّل فتح بعض المعابر الحدودية مع قطاع غزة أمام التجارة والإمدادات الإنسانية. وتابع: إن هدف واشنطن الرئيسي هو «تهدئة الوضع» في غزة. وأضاف: «لكن من المهم أن نتحرك أبعد من ذلك أيضاً. ونبدأ بحث قضايا مثل المعابر. نود رؤية وضع لا تكون فيه غزة مشكلة إنسانية في الأساس، وأن يكون هناك نوع من النشاط التجاري أيضاً. حتى يمكن أن يعول الناس أنفسهم. وسيتطلب هذا نقاشاًَ بشأن كيفية إعادة فتح بعض تلك المعابر».
ميدانياً، استشهد المقاوم في «سرايا القدس»، نادر عادل أبو داير (20 عاماً)، وأُصيب آخر بجروح، جراء قذيفة مدفعية أطلقتها دبابة إسرائيلية مرابطة على الحدود الفاصلة بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، شرق مخيم جباليا.
وقبل استشهاد المقاوم أبو داير بساعات، أعلنت «سرايا القدس» مسؤوليتها عن قتل جندي إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة، في عملية فدائية استهدفت سيارة رباعية الدفع (جيب) بواسطة عبوة ناسفة في محيط موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي شرق مدينة دير البلح. وأقر متحدث باسم جيش الاحتلال، في حديث للإذاعة العبرية، بمقتل الجندي وإصابة ثلاثة آخرين.
وفي سياق ضحايا الحصار من المرضى، أعلنت اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار في القطاع، استشهاد مريضين فلسطينيين جراء منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهما من مغادرة القطاع لتلقي العلاج اللازم، في ظل إغلاق المعابر والحصار المضروب على القطاع منذ ثمانية أشهر.
من جهة ثانية، قالت مصادر أمنية، أمس، إن مصر تبني جداراًَ من الحجارة والإسمنت على خط الحدود الحساس مع قطاع غزة لمنع الفلسطينيين من اقتحام الحدود مرة أخرى تحت وطأة حصار إسرائيلي للقطاع.
وقال شهود مصريون في مدينة رفح الحدودية إن عمالاً مصريين يزيلون سلكاً شائكاً من على خط الحدود مع قطاع غزة، ويقيمون بدلاً منه جداراً ارتفاعه ثلاثة أمتار. وأقيمت إلى الآن ثلاثة كيلومترات من هذا الجدار.