من شأنها أن تنعكس إيجاباً على لبنان. وأضاف: «إذا تصافح العرب نتصالح فوراً في لبنان». وأسف بري لـ«تضييع» فرصتين للحل في الفترة الماضية، وقال إنه لا يرى حلاً في الأفق «ما لم يتصالح العرب في ما بينهم». وأشار إلى أن إحدى الفرص كانت عندما اقترح أن ترعى السعودية حواراً بين فريقي الموالاة والمعارضة على أراضيها ينتهي باتفاق بينهما، وقال إنه في ذلك الحين رحّبت السعودية بهذا الاقتراح، ولكن ما عرقل هذا الأمر كان انقسام فريق الموالاة بين مؤيّد ومعارض، فكان أن اقترحت السعودية الحوار الذي جرى العام الماضي بينه وبين رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري، ولم ينتهِ إلى نتائج عملية.
القمّة
من جهة أخرى، أفاد مراسل «الأخبار» في القاهرة خالد محمود رمضان أن مكتب موسى قال إنه تلقّى اتصالاً من بري عقب تأجيل جلسة انتخاب الرئيس اللبناني للمرة السادسة عشرة «جرى خلاله بحث الأزمة اللبنانية والاتصالات الجارية لتنفيذ المبادرة العربية».
ومن المتوقع أن يتوجه موسى الأسبوع المقبل إلى بيروت في محاولة أخيرة لمعاودة جهوده مع الفرقاء اللبنانيين قبل التئام القمة العربية. وبحسب مقرّبين منه، فإنه ليس متفائلاً بهذه المهمة، لكن معطيات جديدة دخلت على الخط «قد تؤدّي إلى إنضاج نصف حل».
وفيما يزور موسى بيروت مصحوباً بتفاهمات عربية ـ إيرانية تمخّض عنها الاجتماع الرباعي الذي استضافته دمشق الأسبوع الماضي في حضور وزراء خارجية كل من قطر وسلطنة عمان وإيران وسوريا، فلا أحد في أروقة الجامعة العربية يملك ضمانات كافية لنجاح مهمة موسى.
وعُلم أيضاً أن سوريا تتجه لتسليم لبنان الدعوة الى حضور القمة العربية عبر مندوبه الدائم لدى الجامعة العربية، فيما بدأت مع ليبيا تحركاً مشتركاً لتنقية الأجواء العربية قبل القمّة.
وبحسب مصادر عربية، فإنّ دعوة لبنان لن توجَّه عبر مبعوث سوري يذهب خصيصاً إلى بيروت أسوة بغيرها من العواصم العربية، بل سينطبق على لبنان ما طُبّق على بعض الدول كالصومال وجزر القمر. لكن مسؤولاً سورياً في القاهرة دعا الى عدم استباق الأمور، وقال لـ«الأخبار»: «اليوم (أمس) سنقرر ما سيحصل».
وعلّق قطب في الموالاة على هذا الأمر، قائلاً إن لبنان دولة موجودة وينبغي أن ترسل إليها الدعوة إلى القمة كبقية الدول، وخصوصاً أنّ لبنان لديه حكومة تقوم بمهمات رئيس الجمهورية وكالةً. وأشار إلى أنه على رغم ذلك «فإننا بعد أن نتلقى الدعوة سنقرر الخطوة التي سنتخذها، فنحن لا نستجدي ولسنا راكضين إلى حضور قمة ترأسها دمشق».
إلى ذلك، علمت «الأخبار» أنّ الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي دخل على خط سوريا عبر تقديم بلاده طلباً لإدراج بند جديد على جدول أعمال القمة يتعلق بالمصالحة العربية وتنقية الأجواء ومحاولة إزالة التوتّرات التي تشوب العلاقات بين عدد من الدول العربية.
وتلقّى القذافي أمس اتّصالاً هاتفيّاً من الرئيس السوري بشار الأسد تمحور حول الإعداد للقمة، فيما قالت مصادر ليبية إنّ القذافي أبلغ الأسد أنه سيشارك في القمة احتراماً لدورية انعقادها ودور سوريا في استضافتها.
ولم تستبعد مصادر عربية أن تشهد القاهرة ودمشق سلسلة اجتماعات سرية ومغلقة بين عدد من وزراء الخارجية العرب والمبعوثين الشخصيين للرئيس المصري حسني مبارك وللملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، في محاولة لتحريك الأمور على الساحة اللبنانية قبل قمة دمشق. وفيما ترى السعودية التي تربط مشاركة ملكها في القمة بانتخاب رئيس جديد للبنان، أنه ما زال في الإمكان تحقيق انفراج على هذا الصعيد، تقول مصادر مصرية إن تحقيق أي تقدم لا يبدو منظوراً وعلى الجميع التعامل مع أزمة الرئاسة اللبنانية على اعتبار أنها عملية قلب مفتوح قد تستغرق وقتاً أطول مما كان يحسبه البعض.