«كل القوى التي أتت إلى العراق سوف ترحل... لكننا سنبقى» وإلى جانب ما أعلن عنه أردوغان من توظيف نحو 12 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة لتنمية مناطق جنوب شرق البلاد، كشفت وكالة «أسوشييتد برس» أنّه ينوي القيام بزيارة في الأيّام القليلة المقبلة إلى هذه الأراضي ذات الغالبيّة الكرديّة.
وبحسب الوكالة، فإنّ الزيارة ستحمل رمزيّة كبيرة، لأنها ستتزامن مع إحياء الأكراد لاحتفالات عيدهم الأهم، «النيروز»، الذي يصادف في 21 من الشهر الجاري، وهو ما سيُعَدّ بمثابة معايدة لهم.
ورأى أردوغان أنّ تنمية منطقة الأكراد «تهدف إلى تجفيف مصادر الدعم لحزب العمّال الكردستاني، من خلال خلق فرص عمل وإبعاد الشباب عن الميليشيات المسلّحة ورفع مستوى عيش الأقلية الكردية الفقيرة»، بما أنّ حلّ هذه المسألة «لا يقتصر على الحلول العسكريّة، بل يتعدّاها إلى الأطر النفسية والاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة».
وكشف أردوغان عن أنّ التخطيط للأعمال، التي ستمتدّ حتّى 5 سنوات، سينتهي في غضون شهرين، وهي تشمل استحداث وسائل الريّ ونزع الألغام من المنطقة الحدوديّة مع سوريا وإكمال تعبيد الطرق. واختصر رئيس الوزراء تصوّره لما سيكون عليه الوضع في المنطقة الكرديّة قريباً بالقول: «كل ما ترونه في الجزء الغربي من بلادنا، سيكون موجوداً في الجزء الشرقي».
والتلفزيون الناطق باللغة الكرديّة، مطلب ثقافي مزمن بالنسبة إلى أكراد تركيا. فهم ممنوع عليهم استعمال لغتهم في أيّة نشاطات ثقافيّة رسميّة أو إعلاميّة منذ عام 1991، لذلك وعد أردوغان بأن يُفتَتَح العمل بهذه القناة «في غضون أشهر من دون تأخير»، واصفاً الحدث بأنّه سيكون «الخطوة الثقافيّة الأهمّ التي ستعيد للأكراد حقوقهم». كما كشف عن أنّ التلفزيون سيبثّ، إلى جانب الكرديّة، باللغتين الفارسيّة والعربيّة.
ومرّر أردوغان رسالة واضحة إلى الاحتلال الأميركي، فقال إنّ «كل القوى الأجنبية التي أتت إلى العراق رحلت وسوف ترحل، لكننا سنبقى، لأنّنا الباب الأكثر أهمية لشمال العراق كي ينفتح على العالم. ونحن لدينا أقارب في شمال العراق، فمع من يجب أن تكون لنا علاقات جيدة إلّا مع أنفسنا؟».