بعد تصاعد التوتر والمناوشات وتبادل الاتهاماتتمكّن الرئيس السوداني عمر البشير والرئيس التشادي إدريس ديبي من الاجتماع على هامش قمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تعقد في العاصمة السنغالية دكار. ورعى كل من الرئيس السنغالي عبد الله واد والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتماع الرئيسين من أجل حمل البلدين اللذين يتخبطان في النزاعات الداخلية والحدودية على توقيع اتفاق سلام. وكان مستشار الرئيس السوداني الوزير مصطفى عثمان اسماعيل قد قال قبيل افتتاح قمة دكار إن «نتيجة الاجتماع ستحدّد حسب النقاش». والاجتماع الأساسي كان مقرّراً أن يعقد مساء أول من أمس، إلا أنّه تأجّل بحجة «صداع» ألّم فجأة بالبشير.وكشف مسؤول سوداني ضمن الوفد المرافق للبشير عن تحفظ الأخير على تعديلات أُدخلت على بنود المبادرة، ما جعلها غير مقبولة، من دون أن يذكر طبيعة هذه التعديلات، مضيفاً أنّ وفد السودان أخضع مسوّدة اتفاقية المصالحة للدراسة ورفع تحفظاته إلى الرئيس السنغالي الذي يقود الوساطة بين الطرفين، مؤكّداً أنّ «السودان لا يقبل أي ضغوط تمارس عليه من أية جهة كانت وبما يطعن في أمنه واستقراره».
وبين تأجيل القمّة السودانية ـ التشادية وعقدها، شهدت الأجواء بين الدولتين توترات متصاعدة، بعدما اتهمت نجامينا الخرطوم بدعم هجوم جديد للمتمرّدين. وأعلنت الحكومة التشادية أن «أرتالاً من المرتزقة»، وهو اللقب الذي تطلقه على المتمرّدين، المدجّجين بالسلاح دخلوا أوّل من أمس شرق تشاد آتين من السودان. وأضافت، في بيان، أنها بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدّي «لهذه الهجمة الجديدة»، مشيراً إلى أنّها ليست المرّة الأولى التي تهاجم فيها السودان تشاد.
في المقابل، وصف وزير الدولة السوداني، السماني الوسيلة، ادّعاءات تشاد بأنّها «محض خيال»، مضيفاً «لقد أغلقنا بالكامل حدودنا أمام هذه الحركات، وليس لدينا أي حركة معارضة (تشادية) داخل السودان». وأشار إلى أنّ «هناك مشكلة داخلية في تشاد يتعين على الحكومة أخذها جدياً في الاعتبار».
كذلك نفى زعيم الائتلاف الرئيسي في التمرّد التشادي الجنرال محمد نوري شنّ أي هجوم جديد، متهماً حكومة نجامينا بالبحث عن ذريعة لعدم توقيع اتفاق سلام مع السودان. وقال «ليس هناك ما يجري، نحن في تشاد منذ وقت طويل».
ولم يؤكّد الجيش الفرنسي في تشاد هجوم المتمردين. وقال المسؤول في وزارة الدفاع الفرنسية الجنرال كريستيان باتيست إنّ قواته «لم ترصد حتى الآن» أي مجموعات من المتمرّدين.