strong>في موازاة صدور النتائج غير الرسمية للانتخابات التشريعية في إيران، التي مكّنت المحافظين من الحصول على غالبية مقاعد المجلس النيابي، تكثّفت الدعوات إلى الحوار بين النظام الإسلامي والغرب، علّها تحمل حلاً للأزمة النووية، التي يبدو أنها ستبقى مستعصية ـ على الأقل ـ في المدى المنظوركما كان متوقعاً، شدَّد المبدئيون (المحافظون) الإيرانيون هيمنتهم على مجلس الشورى بحصولهم على غالبية الثلثين في الانتخابات التشريعية التي جرت الجمعة، مؤكدين قوتهم في العاصمة طهران التي تُعدّ الواجهة السياسية للبلاد.
وأفاد تلفزيون «برس تي في» المملوك للدولة بأن المحافظين فازوا بالغالبية المطلقة في البرلمان بحصولهم على 163 مقعداً على الأقل من أصل 290 مقعداً، فيما فاز الإصلاحيون المعارضون للرئيس محمود أحمدي نجاد بما مجموعه 40 مقعداً.
ورأى المُرشد الأعلى للثورة، آية الله علي خامنئي، أن «الشعب الإيراني العظيم، ولا سيما الشباب، خلق بمشاركته القوية والملحمية في انتخابات 14 آذار صورة رائعة من الوحدة الوطنية»، معتبراً أن هذا الشعب «أجهض بهممه ويقظته جميع المخططات الشيطانية والحجم الهائل للحرب النفسية».
أمّا نجاد، فقد ذكر في برقية تهنئة بعثها إلى خامنئي في المناسبة أن «هذه الانتخابات أذلّت الأعداء».
في هذا الوقت، احتفل المُمثّل الأعلى لخامنئي لدى المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، بفوزه بمقعد نيابي عن مدينة قم. وقال إنه اختلف مع نجاد بشأن الأسلوب لا الجوهر، عارضاً التعاون مع الحكومة. وقال، في مؤتمر صحافي بعدما حصد نحو 76 في المئة من الأصوات، «لا صراع من أي نوع مع السيد أحمدي نجاد ونحن نسير في طريق تعاون بين البرلمان والحكومة».
يُشار إلى أنه من المتوقع أن يُرشِّح الأصوليون لاريجاني، لتولّي رئاسة البرلمان خلفاً لغلام علي حداد عادل.
في المقابل، قال المتحدث باسم ائتلاف الإصلاحيين، عبدالله ناصري، «بالرغم من كل القيود نجحنا في التشويش على لعبة خصومنا»، مؤكداً أن تشكيله الإصلاحي «في وضع جيد» في العاصمة لخوض الدورة الثانية.
وفي السياق، رأت رئاسة الاتحاد الأوروبي، التي تتولّاها سلوفينيا حالياً، في بيان نشر أمس في بروكسل، أن الانتخابات التشريعية التي نظمت في إيران «لم تكن لا حرة ولا نزيهة».
في موضوع العلاقة مع الغرب، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، غلام حسين الهام، إن بلاده على استعداد للحوار مع كل دول العالم باستثناء إسرائيل. وأوضح، في شأن زيارة وزير خارجية بريطانيا دايفد ميليبند إلى إيران لتقديم رزمة اقتراحات بشأن قضية إيران النووية، «إننا أعلنا مراراً بأنه ليس هناك‌ أي مشكلة في التعامل مع العالم ما عدا الكيان الصهيوني ونحن على استعداد للمباحثات والتعامل مع كل الدول في إطار المصالح المشتركة».
لكنه أضاف «نحن مستعدون للتحدث مع العالم أجمع في كل المواضيع... إلا أن مسألة المفاوضات بشأن النووي مع مجموعة الدول الست أو مع دول أخرى انتهت».
إلا أن الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية، خافيير سولانا، أعرب عن أمله أمس في أن يلتقي «قريباً، قبل ثلاثة أشهر» المفاوض الإيراني في الملف النووي سعيد جليلي.
وقال سولانا، في مداخلة في منتدى بروكسل، المؤتمر الدولي الذي تنظمه «جورمان مارشال فاند»، «أعتقد أن من الممكن عقد لقاء»، آملاً أن يجري «خلال شهر أو ثلاثة أشهر».
إلى ذلك، رأى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، الذي أكد فيها على ضرورة إجراء محادثات ثنائية مباشرة بين إيران وأميركا، تمثّل وجهة نظر شخصية. وقال «إن طهران لم تتسلَّم عبر القنوات الرسمية أي نداء بهذا الشأن، وليس هناك برنامج لإجراء محادثات ثنائية مع أميركا».
وكان كيسنجر قد كشف أول من أمس عن أنه أجرى أخيراً محادثات مع الإيرانيين، داعياً الإدارة الأميركية إلى التفاوض مباشرة مع طهران في شأن ملفها النووي وغيرها من القضايا.
وقال، كيسنجر لتلفزيون «بلومبرغ» الأميركي، «كنت منخرطاً في محادثات خاصة بشكل كامل مع الإيرانيين»، من دون أن يحدد الأشخاص أو تاريخ اللقاءات.