واشنطن ــ الأخبارتعكف الإدارة الأميركية على دراسة اقتراح تقدّمت به طرابلس من أجل تسوية مشكلة ضحايا حادث «لوكربي»، يقضي بأن تدفع الأخيرة التعويضات المالية لأسر الضحايا مقابل شطب اسمها من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب. وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنّها بصدد دراسة الاقتراح الليبي. وقال المتحدث باسم الوزارة، شون ماكورماك، إنّ ليبيا اقترحت سبيلاً لتسريع التوصّل إلى حلّ حاسم لهذه القضايا من خلال اتفاق تسوية شامل. وكشف أنّ الحكومة الأميركية تبحث المسألة مع ممثلي الحكومة الليبية، وتتمسّك بتسوية تضمن للضحايا الأميركيين تعويضات عادلة «في أقرب وقت ممكن وبيقين تام»، مشيراً إلى أنّ واشنطن «تبقى ملتزمة مساعدة ضحايا الإرهاب للحصول على العدالة في التعويض».
وأوضح المتحدّث أنّ «موضوع التسوية كان حاضراً بقوة خلال لقاء مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش مع مسؤولين ليبيين في لندن يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين»، ومن المرتقب أن يرفع ولش، الذي عاد يوم الخميس (أول من أمس) من أوروبا تقريره الشامل عن المحادثات إلى وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، التي وجّهت بدورها مع وزيري التجارة كارلوس غوتيريز والطاقة صامويل بودمان خطاباً إلى الكونغرس يدعون فيه إلى رفع اسم ليبيا من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
ويرفض الكونغرس الأميركي حتى الآن التصديق على مرشح الرئيس جورج بوش لتولّي منصب سفير واشنطن لدى ليبيا. كما يرفض التصديق على طلب الحكومة الأميركية رفع اسم ليبيا مما يسمى «قائمة الدول الراعية للإرهاب» إلى أن تتسلّم أسر ضحايا تفجير طائرة «بان أميركان»، فوق قرية لوكربي في إسكتلندا في كانون الأول عام 1988، الدفعة الأخيرة من التعويضات التي تعهّدت طرابلس بدفعها.
وإلى جانب تعويضات أسر ضحايا لوكربي، تعاني ليبيا أيضاً من مطالب بتعويضات لضحايا تفجير ملهى «لابيل» الليلي في برلين الألمانية في الخامس من نيسان 1986 الذي أدى إلى مقتل وجرح عدد من الجنود الأميركيين، أُصيب بعضهم بإعاقات دائمة. وقد نُشرت تقارير في ما بعد أثبتت أن لا علاقة لليبيا به. وكان الرئيس الأميركي آنذاك رونالد ريغان قد أمر بشنّ عدوان جوّي على ليبيا نفذته طائرات عسكرية يوم السادس من الشهر نفسه على خلفية هذه الاعتداءات.