القاهرة ـ الأخبارأعرب مصدر في السفارة الأميركيّة في القاهرة، تحدّث لـ«الأخبار»، عن تفهّمه غضب أسرة الصياد المصري محمد فؤاد عفيفي، الذي لقي حتفه يوم الاثنين الماضي، بعدما أطلقت السفينة لأميركية «غلوبال باتريوت»، النار على مركب كان يقلّه مع ٣ صياديّن آخرين في ميناء السويس.
وأوضح المصدر أنّ بلاده ستبلّغ السلطات المصرية لاحقاً بنتائج التحقيقات في هذا الحادث، مشيراً إلى أنّ السفير الأميركي في القاهرة، فرانسيس ريتشارد وني، زار قبل يومين أسرة الصياد في قرية أبو عارف، التابعة لحي الجناين في السويس، وعبّر لها عن خالص تعازيه وقدّم اعتذاراً رسمياً باسم حكومة بلاده عن الحادث.
و«الحادث العرضي»، بحسب المصدر، يجب ألّا يكون مثاراً لإثارة الكراهية ضدّ الولايات المتحدة وسيجري التعامل مع أسرة الصياد بما يحفظ حقوقه، في محاولة لتعويضها عن مصابها.
وكانت شقيقة الضحية، فتحية فؤاد عفيفي، قد نفت ما أشيع عن تخصيص الحكومة المصرية معاشاً استثنائياً لزوجة محمد وأطفاله، أو صرف الإدارة الأميركية تعويضاً لأسرته. وطالب أهله محاكمة الجندي الأميركي الذي أطلق النيران، فيما رفضت زوجته وأشقاؤه اعتذار الرئيس الأميركي، جورج بوش، إلى نظيره المصري، حسني مبارك، وقالت: «الاعتذار لن يعيد زوجي إلى الحياة، ولن يربّي أطفالي الصغار الذين أصبحوا أيتاماً».
وطبقاً للرواية الأميركيّة فقد أطلقت «غلوبال باتريوت»، وهي سفينة متعاقدة لفترة قصيرة مع قيادة «سيليفت» العسكرية في البحريّة الأميركيّة، طلقات تحذيريّة على قارب صغير عند اقترابه من السفينة، وذلك أثناء استعدادها للتوقّف المؤقت بقناة السويس، وسبّبت إحدى الطلقات مقتل محمد عفيفي.
وبحسب الرواية نفسها، فإنّ مراكب عديدة اقتربت من السفينة أثناء استعدادها للتوقف المؤقت، حيث جرى تنبيه المراكب وتحذيرها من خلال متحدّث باللغة العربيّة بوضوح بالاستعانة بمكبر صوت، حيث طُلب منها الابتعاد عن السفينة. وأُطلقت بعد ذلك إشارة نارية ضوئية تحذيرية، إلّا أنّ أحد المراكب واصل الاقتراب.
وتقول السلطات الأميركيّة إنّ الواقعة تخضع الآن للتحقيقات. وتشير إلى تعاون قيادة الأسطول الخامس للبحريّة الأميركيّة مع السلطات المصريّة، بما في ذلك وزارة الدفاع وهيئة قناة السويس والسلطات المحليّة الأخرى، وكذلك السلطات القوميّة من خلال السفارة الأميركية بالقاهرة.