يبدو أنّ الرئيس ألفارو أوريبي قد خطا خطوة تنفيذية باتّجاه إقرار تبادل إنساني مع منظمة الـ«فارك»، بعد إصداره قراراً حكومياًَ يجيز الإفراج عن مقاتلي المنظّمة اليساريّة، المعتقلين في السجون الكولومبيّة، «مهما تكن الجرائم التي ارتكبوها»، مشترطاً البدء بالإفراج عن الرهينة الكولومبيّة الفرنسية الأصل، إنغريد بيتانكور.وفيما أيّد وزير الخارجيّة الفرنسي، برنار كوشنير، خطوة الرئيس الكولومبي، ورأى فيها «اقتراب موعد إطلاق إنغريد»، قال أب أولادها إنها «خدعة جديدة» من أوريبي.
وتكاثرت الأخبار في الآونة الأخيرة، وتحديداً منذ الإفراج عن الرهائن الأربع، عن تدهور صحة بيتانكور. وعُلم أمس أنّها نُقلت قبل شهر إلى مستوصف في منطقة غوافيرا التي تسيطر عليها الـ«فارك»، لأنّها مصابة بقصور كبدي، حيث عاينها أحد الممرّضين قبل أن تعود إلى معتقلها.
ويأتي قرار أوريبي بعدما شاعت تفاصيل عن خطة جديدة لإجراء التبادل الإنساني اقترحها الرهينة الذي أفرج عنه أخيراً، لويس إيلاديو بيريس، وقد عرضها على الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، والرئيس الكولومبي، وسيعرضها هذا الأسبوع على الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، بانتظار أن يحدّد له الرئيس الأميركي جورج بوش موعداً.
وتشمل الخطة إطلاق عدد من الرهائن، وضعهم الصحي دقيق، وبينهم بيتانكور. ويلي ذلك تبادل بين مقاتلي الـ«فارك» المعتقلين، وبينهم اثنان في الولايات المتحدة، وباقي الرهائن العسكريّة الذين بحوزة المنظّمة، بمن فيهم الأميركيون الثلاثة الذين يعملون لوزارة الدفاع. على أن يجري التبادل على الحدود مع البرازيل على الأرجح. وفي المرحلة الثالثة، تُرفع عن الـ«فارك» صفة المنظّمة الإرهابيّة من جانب عدد من الدول.
وميزة هذه الخطة أنّها تتحاشى الخوض في مسألة المناطق المجرّدة من السلاح، التي كانت تطالب بها المنظّمة اليساريّة، والتي يرفضها أوريبي. وفي المقابل، توفّر لها الاعتراف السياسي الذي كانت تبحث عنه.
على صعيد آخر، وفيما يتعلّق بالغارة التي شنّتها مقاتلات كولومبيّة على الأراضي الإكوادوريّة ومثّلت أزمة سياسيّة وعسكريّة في أميركا اللاتينيّة، تمّ التأكّد من أنّ الجثة الثانية التي سحبها الجيش الكولومبي، إلى جانب جثّة القيادي في الـ«فارك»، راوول ريّيس، لم تكن لقيادي آخر كما صرّح الجيش آنذاك بل لمواطن إكوادوري.
وقال الرئيس الإكوادوري، رافاييل كوريا، إنّ بلاده «ستعود أمام منظمة الدول الأميركية لإثارة موضوع قتل مواطن إكوادوري في الغارة، إضافة إلى نقل جثته إلى كولومبيا في خرق فاضح للقانون الدولي».
أمّا على الصعيد الداخلي الكولومبي، فقد اشتكت 7 سفارات أميركيّة لاتينيّة وأوروبيّة، إضافة إلى 22 منظمة غير حكوميّة متخصّصة في حقوق الإنسان، في رسالة مفتوحة إلى أوريبي، من تلقّيها تهديدات على شبكة الإنترنت من مجموعة «بدأت إعادة استنفار الباراميليتاريس»، وهي ميليشيات يمينية متطرفة كانت تحارب الـ«فارك» بالتنسيق مع الجيش، وقد اشتهرت بمجازرها الشنيعة، وسلّمت سلاحها منذ سنتين، مقابل نوع من العفو الجزئي.
(الأخبار)