رام الله ــ أحمد شاكرشكّكت فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية بجدوى تسلم الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس محمود عباس السيطرة على بعض المدن نهاراً والانسحاب منها ليلاً، وخصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة، وحملة الاعتقالات اليومية التي ينفذها الاحتلال.
وأعرب مسؤولون في الفصائل لـ«الأخبار» عن خشيتهم من أن يكون تسليم إسرائيل السيطرة الأمنية للسلطة على هذه المدن، محاولة من الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض لضرب المقاومة وإنهائها في الضفة، كما تعهدت للإدارة الأميركية وإسرائيل.
وقال المتحدّث باسم «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي» في الضفة، أبو مجاهد، إن «السرايا لا يمكن أن تقف في وجه أي مشروع فلسطيني يستهدف القضاء على الفساد وضبط الأمن والنظام في الضفة الغربية، لكنها تخشى أن يكون الانتشار محاولة لاجتثاث المقاومة، وخصوصاً في نابلس وجنين».
وشدد أبو مجاهد على أن «سرايا القدس لن تسمح لأي كان بأن يقترب من سلاحها ولن تنجح كل المحاولات لترويضنا مقابل العفو الإسرائيلي عنا»، مؤكداً أن إسرائيل «بجبروتها وقوتها لم تستطع اجتثات المقاومة». وطالب حكومة فياض، التي وصفها بأنها «غير شرعية»، بوقف التنسيق الأمني الذي وصل لمراحل متقدمة في الضفة الغربية، والعودة إلى أحضان الشعب الفلسطيني.
من جهته، أكدّ أبو ساجد، القائد الميداني في «كتائب القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» في مدينة جنين، أن «القسام لن تسمح للسلطة الفلسطينية بأن تمس سلاحها، لأنه لمقاومة الاحتلال الذي يستبيح الضفة الغربية ويحوِّل ليلها إلى نهار عبر عدوانه المستمر واعتقالاته المتواصلة». وبيّن أن تسلم السلطة للأمن في بعض مدن الضفة الغربية «حق يراد به باطل»، فهو من جهة إرضاء إسرائيلي لسلطة الرئيس محمود عباس، ومن جهة ثانية محاولة من حكومة فياض للسيطرة على سلاح المقاومة تمهيداً لنزعه وإنهاء ظاهرة المقاومة الشريفة من الضفة الغربية.
أما أبو السعيد، القيادي في «ألوية الناصر صلاح الدين» الذراع العسكرية لـ«لجان المقاومة الشعبية»، فيؤكد أن مقاتلي الألوية يتعرضون باستمرار لحملات اعتقال من السلطة وإسرائيل على حد سواء، مشيراً إلى أن المقاومين يخشون على أنفسهم من السلطة أكثر من خشيتهم الاحتلال الصهيوني.
من ناحيتها، دعت «كتائب شهداء الأقصى»، التابعة لحركة «فتح»، عباس إلى وقف اللقاءات الأمنية مع إسرائيل وكل أشكال التفاوض، وإصدار أوامره لقيادة الأجهزة الأمنية بالكف عن ملاحقة المقاومين في الضفة الغربية لأنهم «حماة الوطن». وطالبت أبو مازن بـ«أن يسير على خطى القائد الراحل ياسر عرفات الذي دعم المقاومة بعدما علم أن السلام العادل والشامل لا يمكن أن يتحقق إلا عندما نكون أقوياء وموحدين».