القاهرة ــ خالد محمود رمضان كشفت مصادر صومالية رفيعة المستوى لـ«الأخبار»، أمس، عن مهزلة دبلوماسية يعيشها أعضاء البعثة الصومالية في السعودية منذ بضعة أشهر، تكشفت تفاصيلها خلال الزيارة التي يقوم بها حالياً إلى الرياض العقيد نور حسن حسين عدي رئيس الحكومة الانتقالية الصومالية إلى هناك.
وأكدت المصادر أن أزمة دبلوماسية كادت تحصل بعدما فوجئ عدي لدى وصوله بوجود قنصلين في انتظاره، يدّعي كلاهما أنه الممثل المعتمد لدى السلطات السعودية، فبادرهما العقيد ممازحاً: «أيكما قنصل البونت لاند (أرض اللبان)»، في إشارة إلى الإقليم الواقع في شمال الصومال ويحظى بالحكم الذاتي منذ عام 1998 من جانب واحد.
وأوضحت المصادر أن السفير الصومالي لدى الرياض، والقنصل الصومالي لدى جدة، يرفضان مغادرة منصبيهما بعد انتهاء فترة عملهما وتعيين بديلين لهما. وأشارت إلى أن كلاً من القنصل والسفير عملا أكثر من 16 عاماً متواصلة في منصبيهما، بينما النظام المعتمد في وزارة الخارجية الصومالية لا يسمح لهما بالاستمرار في الخدمة أكثر من أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وأفاد دبلوماسي صومالي مخضرم لـ«الأخبار» بأن السفير الحالي أحمد عبد الله محمد، الذي ناهز الثمانين من العمر، انتهت مدة خدمته منذ بضعة أشهر وأنه أُبلِغ رسمياً بالعودة إلى الصومال والتقاعد، لكنه لا يزال يرفض الامتثال لتعليمات حكومته. ويتخذ الموقف نفسه القنصل الصومالي الحالي محمد علمي علي، الذي يتولى منصبه في مدينة جدة السعودية منذ عهد الرئيس المخلوع محمد سياد بري الذي انهار نظام حكمه منذ عام 1991.
وأعمال «التمرّد الدبلوماسي» مألوفة في الدولة الصومالية، حيث نجحت السلطة الانتقالية التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف العام الماضي في إنهاء «تمرّد» مماثل للقائمة بأعمال مندوب الصومال الدائم لدى الأمم المتحدة في مقرها في نيويورك. كذلك واجه الرئيس الصومالي السابق عبد قاسم صلاد حوادث مشابهة قام بها عدد من السفراء الصوماليين في الخارج احتجاجاً على مواقفه من مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد عام 2004 في كينيا.
وكانت الجامعة العربية قد اتخذت عقب انهيار نظام سياد بري عام 1991 قراراً غير مسبوق برفض أي محاولة لعزل أو تبديل السفراء الصوماليين في الخارج إلى حين تأليف حكومة مركزية في مقديشو.