بغداد ـ الأخبار
الدليمي ينضمّ إلى المطالبين بقواعد أميركيّة في العراق!

صفعة جديدة تلقّتها قوّات الاحتلال والجيش العراقي في محافظة ديالى، حيث أعلنت مجموعات «الصحوة» الموالية للأميركيين، تعليق نشاطاتها وإيقاف كل أنواع التعاون مع هذه القوّات في عدد من مدن المحافظة. وكشفت مصادر الشرطة في المحافظة عن أنّ قرار الصحوة «يأتي إثر رفض السلطات الحكومية تلبية عدّة مطالب تقدّمت بها اللجان الشعبية لعشائر الصحوة، أهمّها إقالة مدير الشرطة في المحافظة، اللواء غانم القريشي، وخلق توازن في القوّات الأمنية».
ونظراً لخطورة القرار الذي يشمل التوقّف مؤقّتاً عن مقاتلة تنظيم «القاعدة» الذي لا يزال يتمتّع بنفوذ قوي في المحافظة المختلطة طائفياً، فرضت الشرطة حظراً عامّاً للتجوال في بعقوبة. أمّا قوات الاحتلال، فاكتفت بنفي قرار «الصحوة».
وعن حيثيات قرار العشائر، أشار أحد قادتها، مصطفى القيسي، إلى أنّ لديه «أدلة تثبت تورّط قائد شرطة محافظة ديالى بعمليات مسلّحة، وترؤسه مجموعة مسلّحة خاصّة متّهمة بتنفيذ عمليات خطف وقتل»، مذكّراً بأنّ مدينة بعقوبة شهدت خلال الأسبوع الماضي تظاهرات كبيرة بهدف إقالة القريشي.
وأوضح القيسي أنّ قوّات الشرطة في المدينة «لا تبدي التعاون المطلوب لإعادة العائلات السنية المهجرة إلى مناطقها، في وقت عملت فيه مجالس الصحوة على إعادة العديد من العائلات الشيعية في المناطق السنية».
وفي السياق، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن أنّ قيادة «القاعدة» في بلاد الرافدين، عمّمت على عناصرها في الفترة الأخيرة، قراراً بالتخفيف من السلوكيّات المتشدّدة دينيّاً إزاء المواطنين السنّة في محافظة الأنبار التي باتت أجزاء كبيرة منها تحت سيطرة «مجالس الصحوة» التي انقلبت على «القاعدة».
وأكّدت الصحيفة أنّ القرار اتّخذه زعيم التنظيم في العراق، أبو حمزة المهاجر، الشهر الماضي، ونصّ على دعوة أنصاره إلى تحاشي قتل المواطنين العرب السنّة ممّن لم يتعاونوا مع الاحتلال. والهدف من هذا التعميم يبقى، بحسب مصادر الصحيفة، استعادة الشعبية التي خسرها التنظيم في هذه المحافظة التي كانت عقر دار «القاعدة»، حتّى إنّ «دولة العراق الإسلاميّة» التي أعلنها أبو مصعب الزرقاوي قبل نحو عام، سمّت الأنبار عاصمة لها، قبل أن تعود قوات الاحتلال وعشائر المنطقة والقوات الحكومية وتحكم السيطرة عليها.
ومن السلوكيات التي أوصى المهاجر أتباعه باعتمادها، عدم التعرّض للنساء اللواتي لا يغطّين رؤوسهنّ بالكامل. ومن العبارات التي اقتبستها «واشنطن بوست» من رسالة المهاجر، التي قالت إنها صدرت في 13 من كانون الثاني الماضي، قوله: «اعتبروا أنكم تقاتلون فقط الأعداء، بهدف تحاشي فتح جبهات جديدة ضدّ العرب السنّة، لا تغلقوا باب التوبة أمام السنّة الذين انقلبوا ضدّنا». وتأتي هذه المعلومات بعد النداء الذي وجّهه أسامة بن لادن إلى أتباعه في العراق قبل نحو شهرين، ناشدهم فيه عدم التعرّض لعشائر البلاد، وذلك إثر التراجع الكبير الذي ضرب صفوف تنظيمه.
في المقابل، وفي ما يتعلّق بالاتفاق الطويل الأمد الذي ينوي الجانبان الأميركي والعراقي توقيعه قريباً، فإنّ «جبهة التوافق العراقية» ممثّلة بشخص رئيسها عدنان الدليمي، دخلت النقاش الدائر حول إذا ما كانت تلك الاتفاقية ستتضمّن بناء قواعد عسكريّة دائمة أو لا. وفي دعوة مبطّنة إلى إبقاء الاحتلال قواعد له في العراق، استبعد الدليمي أن تستجيب الإدارة الأميركية إلى دعوات «التنصّل عن حماية أمن العراق» في المرحلة المقبلة، في ردّ منه على كلام وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس وسفير الولايات المتحدة لدى بغداد ريان كروكر، اللذين أكّدا أنّ اتفاقاً من هذا النوع، لن يتضمّن إقامة قواعد عسكريّة دائمة.
وتعليقاً على هذه المواقف، قال الدليمي، في تصريح صحافي: «نعتقد أنّ التصريحات التي أدلى بها المسؤولان الاميركيّان غير متأنّية وغير دقيقة، وأنّ الحكومة الاميركيّة لن تستجيب لهذا المطلب، باعتبار أنّ أمن العراق من أمن العالم، والاستقرار في هذا البلد هو استقرار للمنطقة بأكملها».
على صعيد آخر، وحول جهود الجامعة العربية التي يقودها منذ فترة أمينها العام عمرو موسى للتوصّل إلى مصالحة وطنية بين الأطراف السياسية في العراق، أعلن وكيل وزارة الخارجيّة العراقية محمد الحاج حمود أنّ الجامعة العربيّة طلبت من حكومة نوري المالكي تأجيل زيارة وفدها إلى بغداد في الوقت الحاضر «لأسباب تتعلّق بالوفد».
وكانت الجامعة تنوي إرسال فريق برئاسة مساعد موسى، أحمد بن حلي، من أجل التحضير لعقد مؤتمر للمصالحة في القاهرة في حلول شهر تمّوز المقبل. وسبق تأجيل الزيارة نشر معلومات سرّبها دبلوماسيّون عرب مفادها أنّ موسى لا يستعجل عقد ذلك المؤتمر، بهدف عدم تكرار التجارب السابقة التي باءت بالفشل.