strong>بغداد تستقبل غيتس بـ 5 قتلى أميركيّين... وبوش لا يشترط «قواعد دائمة» للبقاء
طغت على المشهد السياسي العراقي، خلال اليومين الماضيين، زيارة الرئيس جلال الطالباني إلى المرجع علي السيستاني، وهي الأولى له منذ 2003 إلى النجف، حيث كشف عن وجود اتفاق بين الكتل السياسيّة على إبقاء نوري المالكي رئيساً لحكومة جديدة سيجري تأليفها قريباً، في وقت بدأ فيه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أمس زيارة إلى بغداد يريد أن يبحث خلالها مع قادة الميدان حجم الانسحاب الممكن خلال الأشهر المقبلة، فيما أعلن الرئيس جورج بوش أنه لا يريد قواعد أميركية دائمة في بلاد الرافدين.
في المقابل، وزع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري من موسكو، مجموعة من الإشادات في اتجاه كل من سوريا وإيران، على خلفيّة «تعاونهما الإيجابي في استقرار الأوضاع» في بلاد الرافدين. إشادات واكبتها إشارات من طهران تنبئ بقرب موعد انعقاد الجولة الرابعة من المحادثات مع الجانب الأميركي حول أمن العراق، ورافقها شبه تحديد لموعد الزيارة المنتظرة للرئيس محمود أحمدي نجاد إلى بغداد، والمتوقّعة قبل نهاية آذار المقبل.
وكشف الطالباني عن بعض بنود الاتفاق على تأليف حكومة جديدة بقيادة المالكي «لا تخضع لمعايير المحاصصة الطائفية حصراً». وقال، في مؤتمر صحافي عقده في مؤسّسة شهيد المحراب في النجف بعد زيارته للسيستاني، إن «هناك محاولة لتأليف حكومة جديدة برئاسة المالكي بناءً على اتفاق سياسي أُبرم خلال الأسبوع الماضي». وأوضح أنّ زيارته إلى النجف هدفها «التعرّف على موقف الكتل بخصوص التشكيل الوزاري الجديد»، مشيراً الى إمكان تقليص عدد الحقائب الوزارية الحاليّة إذا عجزت التشكيلة المقبلة عن حصد الغالبية المطلوبة من أصوات النوّاب.
كما كشف الطالباني عن وجود نية لتوسيع الاتفاق الرباعي الذي أُبرم في آب الماضي بين التحالف الكردستاني والحزبين الشيعيين الحاكمين (المجلس الإسلامي الأعلى وحزب الدعوة)، ليصبح سداسياً عبر ضم الحزب الإسلامي العراقي، أكبر ممثّلي العرب السنّة المشاركين في العملية السياسية، إلى جانب حركة «الوفاق الوطني» التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي.
وتعبيراً عن حالة التناقضات الداخلية التي تعيشها منذ فترة «جبهة التوافق العراقي»، أشار زعيمها عدنان الدليمي إلى وجود «مؤشّرات إيجابية» لعودة وزراء الجبهة إلى حكومة المالكي بعد تنفيذ مطالبها، بعد ساعات فقط من تأكيده موافقة كتلته على هذه العودة «لأنّ نتائج المفاوضات مع الحكومة كانت إيجابية»، وذلك إثر تدخّل المتحدّث الرسمي باسم «التوافق» سليم الجبوري، الذي صحّح المعلومات الأولى التي أدلى بها رئيسه.
في هذا الوقت، وبعد مضي عامين على إنزال العلم العراقي القديم من فوق جميع المؤسسات الحكومية في مدينة أربيل، عاصمة كردستان العراق، رفع رئيس برلمان الإقليم الكردي عدنان المفتي أمس العلم الجديد المؤقّت في ساحة هذا البرلمان بحضور رئيس الإقليم مسعود البرزاني.
من جهة أخرى، اعترف الرئيس جورج بوش أمس بأنّ بلاده ترغب في استمرار وجودها العسكري لأعوام في العراق، لكنها لن تقيم قواعد دائمة بموجب المعاهدة «الطويلة الأمد» التي تتحضّر الإدارتان الأميركية والعراقية لتوقيعها. وقال بوش، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة «فوكس نيوز»، «لن تكون لنا قواعد دائمة» في العراق لكن «أنا مقتنع بأنّه من مصلحتنا ومن مصلحة الشعب العراقي أن نتوصّل الى اتفاق على كيفية تحرّكنا في السنوات المقبلة».
أمّا غيتس، فتركّزت لقاءاته مع جنرالات الاحتلال، للوقوف على تقويمهم للأوضاع الميدانيّة. وفور وصوله إلى العاصمة العراقية، قال الوزير الأميركي، الذي غالباً ما تصدر عنه مواقف غير متوافقة مع سياسية بوش والقيادة العسكرية الأميركية في بلاد الرافدين، «سأكون مهتمّاً جداً بالاستماع إلى تقويم (قائد قوات الاحتلال) الجنرال دايفيد بيترايوس لمناقشة أفق الاستمرار في الانسحاب» من العراق.
إلى ذلك، قُتل 5 جنود أميركيّين في شمال بغداد، وشمال غربها أوّل من أمس، بينما سقط أكثر من 40 عراقياً في تفجير انتحاري استهدف مدينة يثرب شمال بغداد
وفي طهران، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن نجاد سيزور بغداد قبل 19 آذار المقبل، وهو اليوم الذي ينتهي فيه العام الإيراني حسب التقويم الفارسي. كما لفت إلى أنّ بلاده ستكون مستعدّة لحضور الجولة الرابعة من المحادثات مع الولايات المتحدة حول العراق، بعد الثاني عشر من الشهر الجاري، الذي تنتهي فيه احتفالات الذكرى الـ29 للثورة الإسلاميّة.