القاهرة ـ الأخبار
«السفيرة الفاشلة». هو أول الألقاب التي سبقت قدوم سفيرة الولايات المتحدة في مصر، مارغريت سكوبي. اللقب الذي خرج من «ماكينة» الإعلام الحكومي، بعدما استنفرت قواتها للرد على السفيرة التي وعدت بمعاودة ممارسة الضغوط على مصر لتحقيق الإصلاح.
سكوبي أعلنت ذلك خلال مناقشة الكونغرس أوراق ترشيحها خلفاً لفرانسيس ريتشاردوني، الذي اعتبر «الأفشل» و«الأخطر». فالسفير الذي يجيد العربية بشكل لافت ويهوى الاحتفالات الصوفية، استطاع إقامة شبكة علاقات واسعة مع قطاعات لم تصل إليها أيادي الدبلوماسية الأميركية من قبل، إلاّ أنه في الوقت نفسه، لم يلعب بأسلوب يحظى برضى الآنسة كوندي غالباً. وهو أيضاً من مدرسة أزعجت المتخصّصين في نظام الرئيس المصري حسني مبارك في ارتباطه بالثورات البرتقالية في أوروبا الشرقية، إضافة إلى أن شائعة مرض الرئيس المصري تسرّبت من بيته، وخصوصاً حين علم مبارك أن السؤال الأساسي الذي طرح في العشاء عند السفير كان «بمن نتصل حين يختفي الرئيس فجأة؟». هذا يعني أن ريتشاردوني اقترب بصورة علنية من «خلافة مبارك»، أكثر الملفات حساسية.
تمكّن السفير من إكمال فترته الدبلوماسية رغم أن الشائعات أظهرت غير ذلك، على أن تخلفه سفيرة بدأت هجوم واشنطن التقليدي ضد مصر، مستخدمةً لغة تراجعت عنها الإدارة في الضغط، من أجل الإصلاح. بل وصل الحد بسكوبي إلى استخدامها اسم زعيم حزب «الغد» أيمن نور، إذ اعتبرت خروجه من السجن في صلب اهتماماتها.
نور كان كلمة السر التي أشعلت نيران صحافة مبارك. هذا ما قاله رئيس تحرير صحيفة «الجمهورية» الرسمية محمد علي إبراهيم في الصفحة الأولى، إذ كتب «كنت أتمنى أن أرحّب بالسفيرة الجديدة كما تقتضي تقاليد الضيافة العربية التي لا تعرف عنها شيئاً. لكنها لم تمنحنا الفرصة لذلك لأنها أطلقت النار علينا في حماية مجلس الشيوخ».
وقال إبراهيم إن لجنة الترشيح في مجلس الشيوخ اشترطت على المرشحين أن تكون أوراق ترشيحهم بمثابة قاموس سياسي هجومي يختارون منه أعنف الألفاظ ضدّ مصر للفوز بالمنصب.
وركّزت الحملة على سيرة السفيرة صاحبة الخبرة الطويلة في العواصم العربية، بدءاً من الرياض إذ كانت أوّل امرأة تتولّى منصباً كبيراً في السفارة الأميركية هناك. تليها فترة مكوثها في دمشق بين ٢٠٠٣ و٢٠٠٥.
ويقول موقع تقرير «واشنطن» المقرّب من الدوائر الأميركية، إن تلك التسمية تنتظر موافقة مجلس الشيوخ، حيث يمنح الدستور الأميركي هذا المجلس حق الموافقة على تسمية الرئيس الأميركي للسفراء.