غزة، رام الله، القاهرة ــ الأخبار
حكومة هنية توضح عرض التهدئة والاحتلال يعتقل 70 فلسطينياً في الضفة

بدأت سلطات الاحتلال حملة ترويج دولية لعدوان واسع على قطاع غزة، وسط تحذيرات إسرائيلية من خطورة تأثيره على اشتعال الجبهة الشمالية مع حزب الله، في وقت أوضحت فيه الحكومة المقالة في غزة عرض التهدئة، مشدّدة على أنها «ليست مجانية».
ونظمت إسرائيل، أمس، زيارة لحدودها مع قطاع غزة لنحو 70 سفيراً أجنبياً، في إطار حملة لحشد التأييد الدولي لقيامها بتحرك ضد «حماس». وتفقّد السفراء معبر اريز حيث التقوا مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني والقادة العسكريين لإطلاعهم على الموقف. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، اري ميكيل، «من المهم أن يعرف المجتمع الدولي ما نواجهه والمخاطر التي تخلقها حماس».
وقال مسؤولون إسرائيليون إن قادة اسرائيل يمهّدون الطريق دولياً لتصعيد الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة.
في هذا الوقت، عبّرت أوساط سياسية إسرائيلية، رفيعة المستوى، عن تحسبها من أنه إذا شنّت إسرائيل عملية عسكرية برية واسعة في قطاع غزة فسيشعل حزب الله الجبهة الإسرائيلية ـــــ اللبنانية من جديد.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين سياسيين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إنه «قبل إقرار عملية في غزة يجب الأخذ بالحسبان عدة تبعات هامة». وعبّروا عن قلقهم من أن «يسعى حزب الله لمساعدة حماس في الجبهة الجنوبية من خلال إشعال الجبهة الشمالية».
وفي إطار التحذيرات، علمت «الأخبار» أن اتصالات جرت أمس بين القاهرة وتل أبيب دعت خلالها السلطات المصرية حكومة إيهود أولمرت إلى ضبط النفس وعدم الإقدام على أي عملية عسكرية جديدة لاجتياح قطاع غزة.
وقالت مصادر مصرية مطلعة إن «القاهرة حذّرت الحكومة الإسرائيلية من أن الاجتياح لا يخدم المساعي الرامية إلى تحقيق تقدم على صعيد المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بل على العكس من ذلك، سيمنح أعداء السلام والمتطرفين الفرصة لتبرير أعمالهم ضد إسرائيل».
وتتخوف السلطات المصرية من أن تؤدّي عملية اقتحام عسكرية إسرائيلية لقطاع غزة إلى تكرار سيناريو عبور آلاف الفلسطينيين إلى أراضيها.
من جهة ثانية، أوضحت الحكومة الفلسطينية المُقالة عرض التهدئة الذي تحدّث عنه بيان رئيسها إسماعيل هنيّة أول من أمس. وقال المتحدّث باسم الحكومة، طاهر النونو، في بيان، «إن التهدئة لا تزال في ملعب الاحتلال ومرهونة بتصرفاته وبشروطها». وأضاف «شعبنا لن يقدم أي تهدئة مجانية في ظل العدوان، ولن نخضع لابتزاز التهديدات»، مشدداً على أن «التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربات عسكرية قاسية وتنفيذ اغتيالات واسعة في القطاع لن تخيفنا».
وفي السياق، استهجن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة المركزية لحركة «فتح»، فاروق القدومي، «صمت السلطة الفلسطينية عن التهديدات الإسرائيلية باغتيال القادة السياسيين لحركة حماس»، ودعا «الرئيس محمود عباس إلى التنحي». وقال «إن التهديدات الإسرائيلية باغتيال القادة السياسيين لحركة حماس مدانة وهي دليل واضح على عدم رغبة إسرائيل في السلام».
وقال القدومي «نستغرب ونستهجن الصمت الرسمي الفلسطيني عن التهديدات التي تطلقها إسرائيل، وعلى الرغم من الأخطاء التي ارتكبتها حركة حماس في غزة بعد سيطرتها عليها، فلا يمكن الفلسطينيين، مهما كانت خلافاتهم مع حماس، أن يكونوا في جانب إسرائيل وتهديداتها».
وشن القدومي هجوماً عنيفاً على عباس، واتهمه بـ«ضرب الثوابت الفلسطينية والقوانين والأنظمة المرعية في منظمة التحرير»، كذلك اتهمه بالانفرادية في اتخاذ القرارات. وجدّد مطالبته بحل السلطة الفلسطينية، موضحاً أن «السلطة الفلسطينية فشلت في تحقيق أي تقدم سواء على صعيد المفاوضات مع إسرائيل أو على صعيد تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين في الأراضي المحتلة». وفي الضفة الغربية، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أنه اعتقل سبعين فلسطينياً «ملاحقين»، بينهم 42 في بيت أمر، البلدة الواقعة في منطقة الخليل (جنوب).
وذكر شهود عيان فلسطينيون أن قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي دخلت إلى بيت أمر، حيث فرضت حظر تجول قبل أن تقوم بالاعتقالات.
وقالت مصادر محلية في نابلس إن قوات الاحتلال اعتقلت مواطنين من قرية كفر قليل ومخيم بلاطة شرق نابلس. وأوضحت أن هذه القوات اعتقلت المواطنين بعد توغل أكثر من عشرين آلية عسكرية إسرائيلية في قرية كفر قليل جنوب المدينة ومخيم بلاطة شرقي نابلس.