في ظلّ احتدام المعركة الدبلوماسية بين صربيا وكوسوفو، بدأ رئيس البعثة الأوروبية المدنية لمواكبة استقلال الإقليم مهمته أمس، في ظلّ تنديد شديد من جانب روسيا التي رأت أن البعثة «غير شرعية».وأعلن رئيس المكتب المدني الدولي للاتحاد الأوروبي في كوسوفو، الهولندي بيتر فيث، أنه بدأ مهمته مبعوثاً خاصاً للاتحاد على أراضي الإقليم. وأكد أن بعثة الشرطة والقضاء، التي يرأسها الجنرال الفرنسي إيف دو كرامبون، «ستبدأ الانتشار في الأسابيع المقبلة». وأضاف: «ستكون هناك فترة انتقالية من نحو أربعة أشهر يتولى خلالها الحلف الأطلسي والأمم المتحدة الإشراف العملاني» على استقلال كوسوفو.
في هذا الوقت، انضمت ألمانيا وبريطانيا والنمسا والنروج ولاتفيا إلى قائمة المعترفين باستقلال الإقليم، فيما أعلن وزير الخارجية الصربي فون يريميك استدعاء سفيرَي بلغراد لدى برلين ولندن. وقال في خطاب أمام لجنة الشؤون الخارجية الأوروبية في ستراسبورغ، إن الدول الأوروبية التي اعترفت بكوسوفو تهدِّد مسار بلغراد في الانضمام للاتحاد الأوروبي. وأضاف أن «العلاقات بين صربيا وبعض الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تم التفريط بها ولا أرى ذلك وسيلة لدعم جهودنا تجاه أوروبا».
وفي محاولة لطمأنة الأوروبيين من احتمالات تصاعد العنف في الإقليم، شدد مساعد وزير الدفاع الصربي، دوسان سباسوييفيك، على أن بلاده «لا ترى الأزمة مشكلةً عسكرية. إنها مشكلة سياسية في الوقت الحالي. نحن لن نتدخل عسكرياً».
وفيما أعلنت الصين استعدادها لإرسال فرقة شرطة صينية خامسة إلى إقليم كوسوفو، رغم معارضتها لخطوة الاستقلال، تناوب المسؤولون الروس في انتقاد البعثة الأوروبية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين إن البعثة «ليس لها أي أساس شرعي». واتهم الاتحاد الأوروبي بـ«تشجيع الحركات الانفصالية في العالم».
كما رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إعلان الاستقلال هو «خرق كبير للقانون الدولي». وأضاف، في مؤتمر صحافي مع نظيره التركي علي باباجان في أنقرة، أن «إرسال الاتحاد الأوروبي بطريقة أحادية، دون أي موافقة من مجلس الأمن، بعثة إلى كوسوفو لتأمين حكم القانون، فيه القليل من السخرية. لأن البعثة، باسم تطبيق القانون، تخرق أسمى القوانين: القانون الدولي».
وفي سياق استيعاب ردود الفعل الانفصالية التي أحدثتها خطوة كوسوفو، أعلن رئيس الوزراء الروسي، فيكتور زوبكوف، خلال مباحثات مع نظيره المولدافي فاسيلي تارليف، أن موسكو تدعم وحدة أراضي مولدافيا، بعدما طالبت «جمهورية بريدنيستروفيه»، التي أعلنت استقلالها عام 1992 بدعم روسي، دول العالم الاعتراف بها دولةً ذات سيادة على غرار كوسوفو في أسرع وقت ممكن.
ميدانياً، شددت قوات حلف شمال الأطلسي وقوات الشرطة التابعة للأمم المتحدة إجراءاتها الأمنية على الحدود الشمالية لكوسوفو، بعد مواجهة مع مواطنين صرب أحرقوا ونهبوا معبري يارينيي وزوبين بوتوك الحدوديين، احتجاجاً على استقلال الإقليم. واتهم قائد قوة «الأطلسي» في كوسوفو (كفور) كزافييه بوت دو مارناك «المسؤولين المحليين» الصرب في شمال الإقليم بتنظيم الهجمات على المعبرين. وقال: «أريد أن اطلب من الجميع أن يدركوا تماماً مدى تصميمي على الحفاظ على الأمن أينما كان في كوسوفو. ينبغي ألا يساور أحد الشك في تصميمي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)