القاهرة ــ الأخبار
قدّم نفسـه وزيراً للخارجية والداخلية... وحامياً لحقوق الإنسـان!


كان أمس يوم سيف الإسلام القذافي، الذي دشّنت مؤسسة القذافي للتنمية التي يرأسها موقعاً الكترونياً جديداً، فيما كان هو يقدم نفسه كوزير مسؤول عن أكثر من حقيبة وزارية في الحكومة الليبية، رغم أنه لا يتولى أي منصب رسمي في الحكومة التي يقودها الدكتور البغدادي المحمودي.
وقدم سيف الإسلام، البالغ من العمر 43 عاماً، نفسه مجدداً كوزير لخارجية ليبيا، عندما كشف عن أن ألمانيا ترفض منح تراخيص لتصدير أبسط المعدات الدفاعية والمحركات للدول العربية بما في ذلك ليبيا، في وقت تمنح فيه إسرائيل غواصات نووية.
وقال سيف الإسلام، في خطاب مفتوح إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، إنه «عندما كان ضيفاً على مهرجان برلين للسينما من أجل السلام علم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت طالب بتسريع وتيرة صنع غواصتين من طراز «دولفين»». وقال إن «أولمرت هو المسؤول عن بناء الجدار العازل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل».
ولم يفت سيف الإسلام استغلال تدشين موقع مؤسسته الالكتروني للإشادة بـ«القرار التاريخي» الذي اتخذته حكومة أوستراليا المتعلق بالاعتذار العلني والصريح لسكان البلاد الأصليين.
في نظر الكثير من الليبيين، فإن النشاط المكثف لسيف الإسلام جاء رداً على شائعات تسود الشارع مفادها أنه بدأ يفقد حظوته لدى الوالد معمّر القذافي لصالح شقيقه الأصغر المعتصم، الذي عُيّن مستشاراً للأمن القومي.
وحصل المعتصم على تزكية لافتة من وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس خلال زيارته إلى واشنطن الشهر الماضي، كما يشارك في معظم الاجتماعات الرئيسية للحكومة الليبية.
لكن سيف الإسلام، الذي كان أبرز أولاد أبيه وأكثرهم تطلعاً إلى أداء دور سياسي، بات اليوم يتحرق شوقاً إلى استعادة تألقه الإعلامي والسياسي عبر تقديمه في «مظهر جديد».
الإطلالة الإعلامية لسيف الإسلام لم تترك مجالاً للتخمينات، فهو إلى جانب تحدثه كوزير للخارجية بات أيضاً يمارس صلاحيات وزير الداخلية، حيث أعلن أن ليبيا استعادت قطعة أثرية مسروقة من منطقة شحات الأثرية بعد البحث عنها وتحديد مكانها بمتابعة من سيف الإسلام شخصياً.
وقالت وكالة الأنباء الليبية إنه سُلمت هذه القطعة الأثرية، التي سرقت من مخازن الآثار في مدينة شحات في الجبل الأخضر عام 1999، إلى مندوب ليبيا لدى منظمة اليونسكو في باريس مساء أول من أمس. والقطعة عبارة عن لوحة رخامية رومانية تستنسخ نقشاً للإله الإغريقي هرمز وهو يمسك بأربعة من الخيول.
وكانت مؤسسة القذافي للتنمية قد سيّرت جسراً جوياً لنقل مستشفى ميداني إلى تشاد لتقديم المساعدة الطبية والقيام بالعمليات الجراحية اللازمة للمواطنين التشاديين، وخصوصاً النساء والأطفال منهم من الذين تضرروا من أعمال العنف التي شهدها هذا البلد الأفريقي أخيراً.
حتى إن القذافي انبرى لأداء دور المدافع عن حقوق الإنسان في الجماهيرية الليبية، التي تمسكت بالرواية الرسمية التي تقول إن أبرز معارضيها السياسيين موجود حالياً في المستشفى بسبب عدم اتزانه عقلياً، على الرغم من مناشدات منظمات حقوقية ليبية وعربية ودولية إطلاق سراحه بالإضافة إلى سجناء آخرين.
وقال رئيس جمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي للتنمية، محمد طرنيش، إن الجمعية تابعت جميع مراحل التقاضي لفتحي الجهمي، الذي تطالب أميركا بإطلاق سراحه، مشيراً إلى أن «هذه المراحل كانت كلها سليمة من الجانب القانوني، وأن عضواً من الجمعية تابع المراحل كما وفرت السلطات الليبية محامياً للجهمي».
وبعدما شدد على أن الجانب القانوني والإجراءات سلمية وقانونية، قال طرنيش إن «فتحي في المستشفى ويتلقى عناية طبية خاصة على اعتبار أن حالته الصحية تستوجب هذه العناية المركزة». وسئل عن مبررات اعتقال الجهمي، فقال «ربما لديه بعض الآراء والتصورات لم تكن طريقته في عرضها موضوعية أو عقلانية بالشكل المتعارف عليه». وأضاف «الآن عدد من المنظمات طلبت زيارته وهناك مجموعة أطباء تهتم به باستمرار».
وأشار طرنيش إلى أنه «اقترح على عائلة الجهمي أن تقوم مؤسسة القذافي برعايته مباشرة ولكنهم رفضوا». ونفى أن «يكون الجهمي قد تعرض لأي مضايقات أو تعذيب أو إهانة أو استعمال العنف معه»، معرباً عن أمله بالإفراج عنه قريباً.