استهدفت البحرية الأميركية، أمس، أحد الأقمار الاصطناعية التجسسية العسكرية، لإسقاطه، بحجة منع سقوط خزان وقوده السام على كوكب الأرض. إلّا أن موسكو شككت في الرواية الأميركية، وأبدت مخاوفها من أن تكون هذه العملية ستاراً لاختبار سلاح فضائي جديد، ولقياس فعالية نظامها الدفاعي الجوي.وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن نجاحها في إصابة أحد أقمارها الاصطناعية التجسسية العسكرية «يو أس ــــ 193»، الذي خرج عن سيطرتها منذ كانون الأول من عام 2006، بصاروخ «أس أم 3» أُطلق من السفينة الحربية الأميركية «ليك إيري» في المحيط الهادئ، وأصاب القمر الاصطناعي على بعد نحو 247 كيلومتراً فوق المحيط.
وأضاف البيان: «تؤكد شبكة من أجهزة الاستشعار البرية والجوية والبحرية والفضائية، أن الجيش الأميركي استطاع اعتراض قمر معطَّل لمكتب الاستطلاع القومي كان في دورته الأخيرة قبل دخول الغلاف الجوي للأرض».
وأفادت وزارة الدفاع الأميركية «أنه من السابق لأوانه قول ما إذا كان خزان الوقود قد دُمِّر في العملية التي جرت فوق المحيط الهادئ»، فيما أشار مصدر عسكري إلى أن «المؤشرات الأوّلية توحي بأنه تم تحقيق الهدف».
وقال البيان إنه «بسبب الارتفاع المنخفض نسبياً للقمر الاصطناعي وقت الاشتباك، فإن الحطام سيبدأ في دخول الغلاف الجوي للأرض على الفور». وأشار إلى أن القمر الاصطناعي تحوّل إلى «قطع بحجم كرة قدم»، مضيفاً أنه ينبغي الانتظار بين «24 و48 ساعة» للتأكد بنسبة 100 في المئة من تدمير خزان الوقود المليء بحمولة 450 كيلوغراماً من مادة الهيدرازين السامة. أما الحطام الباقي، فمن المتوقع أن يدخل الغلاف الجوي خلال 40 يوماً».
وقرّر سلاح البحرية الأميركي تدمير القمر الاصطناعي المعطَّل بأمر من الرئيس جورج بوش، بحجة حماية السكان من تبعات سقوطه على الأرض وتسرّب محتواه إلى الغلاف الجوي.
وشكّك بعض خبراء الفضاء في مبررات البنتاغون لهذه المهمة، وقالوا إن احتمال أن يسبب أي جزء من القمر الاصطناعي ضرراً هو احتمال بعيد للغاية، في وقت نفى فيه مسؤولو البنتاغون تلميحات بأنهم أرادوا تدمير القمر الاصطناعي لمنع أي جزء من سفينة الفضاء السرية من الوقوع في أيدي قوى منافسة. كما رفضوا اتهامات بعض خبراء الأمن والفضاء باستخدام مشكلة القمر الاصطناعي كحجة لاختبار قدرته على إصابة أهداف في الفضاء بعد إجراء الصين تجربة على سلاح مضاد للأقمار الاصطناعية العام الماضي.
إلا أن ذلك لم يرق موسكو التي أعربت عن قلقها من عملية تدمير القمر الاصطناعي. وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها تشتبه في أن «تكون الولايات المتحدة قد اغتنمت الفرصة واستخدمت العملية ستاراً لتجربة جديدة لاعتراض الصواريخ، وإظهار قدرتها على تدمير أقمار اصطناعية في الفضاء».
بدورها، طالبت الصين الإدارة الأميركية بتقديم معلومات للمجتمع الدولي عن طبيعة تلك العملية، حتى تتمكن الدول المعنية من اتخاذ تدابير الحيطة. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، ليو جيانشاو، «إن بلاده تتابع عن كثب أي ضرر محتمل لأمن الفضاء وللدول المعنية قد ينتج من العملية الأميركية».
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)