لم ينسحب الاستباب الأمني، الذي رافق إحياء ذكرى عاشوراء قبل نحو شهر في بلاد الرافدين، في مرحلة التحضير لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين الذي يصادف يوم الخميس المقبل، إذ سقط نحو 45 قتيلاً بين الزوّار الشيعة المتوجّهين إلى كربلاء. أمّا سياسياً، فكان الأبرز إعلان الرئيس جلال الطالباني استعداد التحالف الكردستاني للتخلّي عن المناصب السيادية في الحکومة العراقية الجديدة الجاري التحضير لتشكيلها، في مقابل الحصول على حقيبة الدفاع.وأعلن مصدر أمني عراقي مقتل نحو 45 شخصاً وإصابة 60 آخرين بين الزوّار في مدينة الاسكندريّة جنوبي بغداد وهم في طريقهم إلى كربلاء، بعدما فجّر انتحاري حزامه الناسف في مجمّع سكني.
وفي السياق، أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين في هجمات متفرّقة، بينما قُتل 10 عراقيين أوّل من أمس.
من جهة أخرى، أعلن الطالباني، في مقابلة مع قناة «العراقية» الرسمية، استعداد التحالف الكردستاني للتخلّي عن المناصب السيادية في الحکومة العراقية في مقابل الحصول على حقيبة الدفاع. وممّا قاله الطالباني «أردنا لحکومة رئيس الوزراء نوري المالكي أن تنجح، وسکتنا عن الکثير من المطالب. نحن على استعداد لإعطاء المناصب السيادية في مقابل الحصول على حقيبة الدفاع».
في هذا الوقت، غادر المالكي إلى العاصمة البريطانيّة لندن أمس لإجراء فحوص طبية. ورغم تأكيد مكتبه أنّ حالته مستقرّة وغير مقلقة، إلا أنّ البعض شكّك بذلك، لأن هذه هي الزيارة الطبية الثانية له إلى لندن في أقلّ من شهرين.
وعن إعلان السيد مقتدى الصدر تمديد فترة تجميد نشاطات «جيش المهدي»، طمأن قائد القوات الاميركية في بغداد الجنرال مايك ميلانو إلى أنّ القوّات الاميركية والعراقية لن تهاجم الميليشيا المذكورة، «إذا التزمت بوقف إطلاق النار». وقال ميلانو «سنستمر في معاملة أولئك الذين يلتزمون بوقف إطلاق النار باحترام وضبط للنفس».
وفي السياق، رحّب «المجلس الإسلامي الأعلى في العراق»، الخصم الأوّل للتيار الصدري في الساحة الشيعية، بقرار الصدر، معتبراً أنّ القرار «خطوة إيجابيّة تسهم بتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد». وأفاد بيان عن المجلس الأعلى بأنّ «قرار مقتدى الصدر تمديد تجميد نشاط جيش المهدي يعد امتداداً لقرار التجميد الأول وإدامة للحكمة المرجوّة من هذا الخطوة».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «الأوبزرفر» البريطانيّة أنّ تنامي أعمال العنف في مدينة البصرة، بدّد آمال خفض عدد القوات البريطانية التي ستبقى في جنوب البلاد فترة تفوق ما هو متوقع. وكان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أعلن في كانون الأول الماضي، بعد تسليم البصرة للسلطات العراقية، أن حكومته ستخفض عدد الجنود البريطانيين في بلاد الرافدين من 4700 جندي إلى 2500 جندي بحلول فصل الربيع.
ونسبت الصحيفة إلى قائد عمليات البصرة موحان الفريجي والمستشار العسكري العقيد ريتشارد آيرون أنّ «هناك سلاماً هشّاً بين قوّات الأمن العراقية والميليشيات المسلّحة، إذ صارت المواجهة بينهما حتمية. وتجري الآن تدريبات واستعدادات للمعركة الكبرى».
وقتل جندي أميركي وأصيب ثلاثة آخرون، في انفجار في شمال العراق. ونجا نقيب الصحافيّين العراقيّين، المعروف بمعاداته للاحتلال، شهاب التميمي (74 عاماً)، من محاولة اغتيال، أُصيب خلالها بجروح بالغة في الرأس والرقبة عندما فتح مسلّحون النيران على سيّارته.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)