العراق ــ زيد الزبيدي
من شبه المحسوم أن يصل عدد زوّار محافظة كربلاء غداً، إلى أربعة ملايين لإحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين. هذا العدد الهائل من الناس، يميّز الذكرى في هذا العام، ما دفع السلطات في المحافظة إلى زيادة التركيز على إعداد الخطط الأمنيّة والخدماتية المناسبة، بهدف تأمين حماية الوافدين.
وفي تفاصيل هذه التحضيرات وآليات العمل المتّبعة، يقول مدير فرع المنتجات النفطية، حسن الخرساني، إنّه «تم توفير مليون ليتر من النفط الأبيض، وزّعت على المواكب الحسينيّة. كما تمّ تأمين الغاز السائل الذي يسدّ حاجة المواكب». وأضاف أن «9 محطّات تعبئة خُصّصت لتأمين الوقود للمركبات الخاصة بالزوار».
وفي دائرة الصحّة، تحدّث علاء حمودي عن خطّة دائرته قائلاً إنّه «منذ فترة ونحن نقدّم العلاجات للزوار بعد وصول أعداد كبيرة منهم إلى المدينة»، مضيفاً أنّ «خمس شاحنات من الأدوية وصلت بالفعل» لمعالجة حالات الطوارئ. كما أعلن وضع 35 مفرزة طبية على الطرق الخارجية ومداخل المدينة والساحات والشوارع. وذكر أنّه تمّ التنسيق مع الدوائر الصحية في النجف والحلّة ووضع فريق جراحي متخصّص للاستعانة بها في حالة حدوث مفاجآت سلبيّة.
وفي ما يتعلّق بالخدمة البلدية، أشار المتحدّث الإعلامي لمديريات بلديات كربلاء ماجد ناجي إلى تقسيم المدينة إلى منطقتين، تضمّ كل واحدة منهما أربعة محاور، ويشرف عليها أحد المهندسين مع مجموعة من عمّال التنظيف.
وفي سياق هذه التحضيرات، لفت قائد عمليّات كربلاء ومدير شرطتها، اللواء رائد شاكر جودت، إلى أنّه «تم تقسيم المدينة إلى 11 قاطعاً أمنياً، ترتبط جميعها بقائد العمليات». وكشف عن نشر 40 ألف مقاتل من الشرطة والجيش، وهو ما يُعَدّ رقماً قياسياً. وأضاف أنّ عشرة آلاف عنصر وُضعوا تحت أهبة الاستعداد للتدخّل السريع، مزوَّدين بجميع التجهيزات والآليات اللازمة لنشرها في عشرة مواقع استراتيجية في المدينة.
وفصّل جودت الاستعدادات الأمنية، مركّزاً على أنّ 750 قناصاً احتلّوا جميع المباني وسط المدينة وأطرافها لتأمين حماية الناس. وبحسب المسؤول الأمني نفسه، فإنّ عدد فرق مكافحة المتفجّرات وصل إلى 35، كما «مُنع دخول الأسلحة إلى المحافظة، بما فيها أسلحة حمايات الوفود الرسمية على أن تتولّى قواتنا حماية المسؤولين».
ووضعت تدابير أمنية مشدّدة لحماية المراقد الدينية الرئيسية في عموم المحافظة والحوزات والمكاتب الدينية لتفادي تجارب سامرّاء وكربلاء العام الماضي. كما تمّ نشر أكثر من ألف من الشرطيّات، بينهنّ 400 من المتطوّعات، لأجل تفتيش النساء.
وعن عمليّة «الضياء» التي تنفّذها قيادة عمليات كربلاء منذ ثلاثة أسابيع لتعقّب المخطّطين لهجمات طائفيّة محتملة في المناسبة الدينية المذكورة، أكّد جودت أنّه تمّ اعتقال 50 من المطلوبين والمتّهمين، بينهم 8 من تنظيم «القاعدة»، والآخرون من أتباع ميليشيا «أنصار المهدي» كانوا يعدّون لأعمال عنف.
ولأنّ النقل يشكّل العصب الرئيسي لمثل هذة الزيارات المليونيّة، قال مدير النقل الخاص في المدينة، كاظم عبد السادة، إنّه تمّ توفير 3650 مركبة لنقل الزوار، وُزِّعَت كالآتي: 1000 مركبة بين القطع ومركز المدينة على طريق بغداد ومثلها على طريقي النجف والحلّة، فيما وُضعَت 650 مركبة بين أمّ الهوى والإبراهيمية على طريق الهندية.
ولتفادي مخاطر تفخيخ سيّارات الزوّار، تمّ تخصيص ساحات خاصّة لتبيت المركبات فيها. ساحات «سيتمّ توفير الحماية الأمنية الكافية لها»، والكلام على مسؤوليّة عبد السادة.