واشنطن ـ محمد سعيد
عرض حوافز جديد يتضمّن تعاوناً نفطيّاً ومحادثات حول أمن المنطـقة


كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية أمس عن تباين أميركي أوروبي حول كيفية معالجة الملف النووي الإيراني، يبعد شبح قرار دولي جديد في شأن العقوبات على طهران، بعدما قرر الطرف الأوروبي، على ما يبدو، عرض رزمة جديدة من الحوافز على الجمهورية الإسلامية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين وأميركيين، لم تذكر أسماءهم، حضروا اجتماع الدول الست (5+1) في واشنطن أول من أمس، أن هناك خلافاً بين الجانبين حول طريقة تطبيق استراتيجية «العصا والجزرة» مع طهران.
وقالت مصادر دبلوماسية أوروبية، للصحيفة نفسها، إن الأوروبيين يعتزمون عرض رزمة حوافز جديدة على إيران إذا وافقت على وقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم، مشيرة إلى أن العرض الجديد سيكون الحلقة الأخيرة في السياسة التي ينتهجها الغرب منذ فترة طويلة حيال طهران لحملها على التخلّي عن طموحاتها النووية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن لا تعتزم في الوقت الراهن معارضة أي اقتراح أوروبي بتقديم حوافز إضافية إلى إيران، لكنها لم تُقرِّر بعد المشاركة في هذا العرض.
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تأمل أن يكون الجزء الأخير من استراتيجية «العصا» يتمثَّل في القرار الذي سيوافق عليه مجلس الأمن الدولي والخاص بتشديد العقوبات على إيران «خلال أسبوع».
وذكرت الصحيفة أن سلَّة الحوافز الأوروبية «التي لا يمكن إتمامها على الأرجح قبل شهر أيار المقبل حداً أقصى»، قد تتضمَّن إقامة مشاريع بين شركات نفط أوروبية وإيرانية ومحادثات مع إيران حول قضايا أمن المنطقة.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، قد ذكرت أول من أمس في سيول أن ثمة أسباباً «قوية جداً» تدفع مجلس الأمن الى بتّ عقوبات جديدة، فيما توقَّع نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، توم كايسي، أن يصار إلى بتّ العقوبات قريباً. وقال إن المندوبين الستة «أعادوا تأكيد التزامهم نهج المسار الثنائي (العصا والجزرة) للرد على التحدِّي الذي يُمثّله البرنامج النووي الإيراني».
ولعل ما يؤكد جنوح أوروبا نحو الحل السلمي للمسألة الإيرانية، هو ما أعلنته وزارة الخارجية الفرنسية الاثنين، أن فرنسا «تُفضِّل الحوار والتفاوض لتسوية المشكلة النووية الإيرانية».
في المقابل، حذَّر مندوب إيران الدائم لدى مجلس الأمن الدولي، محمد خزاعي، من أن فرض عقوبات جديدة ضد بلاده يُضرّ بمصداقية المفتشين الدوليين التابعين لوكالة الطاقة. واتهم منظمة مجاهدي خلق المعارضة بفبركة معلومات «مزيفة» عن البرنامج النووي الإيراني وتقديمها للاستخبارات الأميركية، مؤكداً، في حديث لوكالة «أسوشييتد برس»، أن طهران «ستواصل مواجهة أي عقوبات جديدة».
في هذا الوقت (يو بي آي، أ ف ب، رويترز، إرنا)، وصف المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، البرنامج النووي الإيراني بأنه «نجاح كبير».
وفي أول تصريح علني له بخصوص القضية النووية منذ تقرير وكالة الطاقة الأسبوع الماضي، أشاد خامنئي بتعامل الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مع القضية النووية. وقال، أمام مجلس الخبراء، «من الأمثلة على الإنجازات خلال السنوات الـ29 (منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية) هو الملف النووي الذي حقَّقت فيه الأمة نجاحاً كبيراً مشروعاً لها». وشدد خامنئي على أهمية انتخابات الدورة الثامنة لمجلس الشورى الإسلامي في 14 آذار المقبل، متمنياً أن يتبلور مجلس أكثر فاعليةً ونشاطاً في مسار تأمين مصالح النظام والبلاد. وفي السياق، دعا وزير الخارجية الإيرانية، منوشهر متكي، الإدارة الأميركية إلى «تبنِّي سياسة واقعية والاعتراف صراحة أمام شعبها بأنها أخطأت في تقييمها للأنشطة النووية الإيرانية، بدلاً من تسييس الموضوع والتشبث بقضايا هامشية». وقال إنه يجب على المسؤولين الأميركيين أن «يتحدثوا بصدق» إلى الشعب الأميركي في هذا الشأن.
من جهة أخرى، انتقدت وزارة الخارجية الإيرانية الاتحاد الأوروبي لإصدراه بياناً انتقد فيه تصريحات المسؤولين الإيرانيين ضد إسرائيل. وقالت، في بيان، إن «إصدار مثل هذا البيان المتحيِّز من الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي جاء نتيجة ضغوط من اللوبي الصهيوني العالمي».
إلى ذلك، اتهّم وزير الدفاع الإيراني، العميد مصطفى محمد نجار، الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة «إثارة الفوضى» في العالم، وذلك من خلال سيطرتها على الفضاء.
وقال إن «جهود الغرب، وخصوصاً أميركا، للسيطرة على الفضاء، هو محاولة لترسيخ مشاريعها مثل حرب النجوم».