واشنطن ــ محمد سعيد
بعد مناظرة حامية، أول من أمس، بين المرشحين الديموقراطيين باراك أوباما وهيلاري كلينتون، كشف استطلاع للرأي عن تقدم المرشح الأسود للمرة الأولى على السيدة الأولى السابقة، في النتائج المتوقعة لانتخابات ولايتي تكساس وأوهايو، الحاسمتين بالنسبة للانتخابات التمهيدية في الرابع من الشهر المقبل.
وفي المناظرة الثنائية التي جرت في أوهايو، بدا التوتر واضحاً بين المرشحين، وعبر أوباما وكلينتون عن اختلاف كبير في وجهات النظر حول التأمين الصحي واتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، والحرب في العراق.
كما تبادلا الاتهامات بشأن حقيقة مواقفهما من السياسة الخارجية، وتجادلا مراراً حول تشويه تصريحات وسمعة بعضهما بعضاً، ولا سيما بعد تسريب صورة لأوباما بالزي الكيني التقليدي إلى وسائل الإعلام.
وأكد أوباما دعمه القوي لإسرائيل، وعلى وجود علاقات قوية بينه وبين المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة، وذلك في محاولة للتنصل من أي علاقة له بزعيم منظمة «أمة الإسلام» الأميركية لويس فرخان، الذي أعلن تأييده لسناتور إيلينوي.
وأكد أوباما أن مهاجمة فرخان إسرائيل بشكل متكرر أمر «غير مقبول». وأضاف «لقد كنت واضحاً في إدانتي للتعليقات المعادية للسامية»، وشدد على أنه لم يطلب دعم فرخان في مطلق الأحوال. وتابع أنه يحظى «بتأييد كبير لدى المجموعة اليهودية، والسبب هو أنني كنت صديقاً ثابتاً لإسرائيل. أعتقد أنهم من أهم حلفائنا في المنطقة، وأعتقد أن أمنهم يحظى بأولوية قصوى».
وفي ما ظهر أنه تنافس لكسب ودّ التجمعات اليهودية، ردّت كلينتون بالتذكير بأنها دفعت ثمن موقفها القوي ضد «حزب الاستقلال» الصغير في ولاية نيويورك «الخاضع لسيطرة أناس معادين للسامية وإسرائيل»، خلال حملتها عام 2000 لتولي مقعد في مجلس الشيوخ.
في السياق، رفض أوباما، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت»، التقارير التي تحدثت عن جذوره الإسلامية، قائلاً «أنا لست مسلماً ولم أكن أبداً، ولم أتعلم أبداً في مدرسة (دينية إسلامية) ولم أحلف على القرآن، بل أنا ملتزم بالمسيحية». وتعهد «عندما أصبح رئيساً سأعمل من دون كلل من أجل تعظيم الصداقة وتعميقها بين الولايات المتحدة وإسرائيل».
وفي شأن المشروع النووي الإيراني، أكد أوباما «لست مقتنعاً بأن الدبلوماسية وحدها ستوقف إيران وتمنع حيازتها سلاحاً نووياً، وأنا مقتنع بأننا سنحتاج إلى قوتنا الوطنية لتحقيق هذا الهدف المهم».
وأظهر استطلاع للرأي نُشر بعيد المناظرة، تفوق أوباما في أوساط الناخبين الديموقراطيين بنسبة 48 في المئة، في مقابل 42 في المئة لكلينتون، فيما تقدّم المرشح الجمهوري جون ماكاين على المستوى الوطني على كلينتون بست نقاط، وعلى أوباما بنقطتين فقط.
وفيما أظهر الاستطلاع الذي أجرته شبكة «بلومبيرغ» الإخبارية وصحيفة «لوس أنجليس تايمز»، للمرة الأولى، تقدم سيناتور إيلينوي في ولايات كانت تعتبر حصناً لمنافسته، فاجأ الاستطلاع المراقبين بتقدم المرشح الجمهوري على نظيره الديموقراطي.
ورأت سوزان بينكوس، مديرة الاستطلاعات في «لوس أنجليس تايمز»، أن أوباما تقدم كثيراً على هيلاري، إلا أن الطريق لا تزال أمامه طويلة كمرشح في الانتخابات الرئاسية أمام جون ماكاين «الذي يعتبره الناخبون المرشح صاحب الخبرة الأكبر والأفضل، ويمكن أن يكون زعيماً أقوى».
ورأى الناخبون الديموقراطيون أن هيلاري ستواجه مشكلة إذا انتهى الأمر بمنازلتها ماكين، حيث أعرب ثلث الناخبين عن اعتقاهم بأن أميركا ليست جاهزة بعد لأن تتولى سيدة رئاستها، بينما رأى 20 في المئة فقط أن البلاد ليست مؤهلة بعد لانتخاب رئيس أسود.
إلى ذلك، أظهر الاستطلاع نفسه أن 35 في المئة فقط من الشعب الأميركي راضٍ عن أداء جورج بوش كرئيس للبلاد، في مقابل 46 في المئة غير راضين تماماً. كما أعرب ثلاثة من كل خمسة ناخبين عن اعتقادهم بأن الوضع في العراق لم يكن يستحق خوض حرب من أجله.