غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

باراك يستبعد العدوان الواسع «في الوقت الراهن» وإصابة 3 جنود إسرائيليين في غزّة


عادت لغة «التهدئة» أمس إلى خطاب «حماس»، بعد التصعيد الإسرائيلي والتهديدات بعدوان واسع واغتيال القادة السياسيين للحركة. تصعيد واصلته الدولة العبرية بالتزامن مع اجتياح جزئي لأحياء من القطاع أدّى إلى إصابة 5 فلسطينيين و3 جنود إسرائيليين.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية أنه مستعدّ لدراسة «أي مقترح أو مبادرة» يؤدي إلى وقف التصعيد القائم حالياً في قطاع غزة. وقال، في بيان، «إن طريق الأمن والسلام العادل والهدوء معروفة للجميع، فليخرج المحتل وليتوقف العدوان وليعترف لشعبنا بحقه في أرضه ووطنه، وحينها لن يكون هناك مبرر لإبقاء الوضع على ما هو عليه، كذلك نشير إلى استعدادنا لدراسة أي مقترح أو مبادرة يمكن أن تصبّ في تحقيق هذا الهدف».
ورأى هنية أن «تهديدات قادة الاحتلال للحكومة ورموزها ولفصائل المقاومة الفلسطينية دليل على التخبط والارتباك والفشل الذي منيت به سياسات الاحتلال تجاه شعبنا وخاصة في القطاع ذاته». وقال إن التهديدات «تعبّر في الوقت نفسه عن النوايا العدوانية والمخططات الرامية إلى نقل أزماته الداخلية إلى ساحتنا الفلسطينية، وأقول للجميع إن هذه التهديدات لن تخيفنا ولن تخيف شعبنا وقيادته، ولن تنال من عزيمتنا وصمودنا».
وكان المستشار السياسي لهنية، أحمد يوسف، قال إنه «إذا كانت هناك توجهات إسرائيلية جادة للتهدئة من خلال تخفيف الحصار وفتح المعابر وحرية الحركة بين الضفة وغزة، فإن هذا قد يؤسس لهدنة طويلة» الأمد مع إسرائيل.
في المقابل، قال رئيس الوزراء إيهود أولمرت من برلين إن الدولة العبرية ستستمر في محاربة «الإرهابيين» الفلسطينيين «بقوة وحزم وبلا هوادة». وأضاف «ان إسرائيل مصممة قطعاً على مواجهة تحدّي الإرهاب بشتى السبل الفاعلة الممكنة».
أما وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، فاستبعد العدوان الواسع على قطاع غزة «في الوقت الراهن». وقال، للصحافيين الذين يرافقونه في رحلته إلى تركيا، «لن تحدث (العملية الواسعة) الآن. هناك أسباب تمنعنا من التحرك الآن بكل قوة. ستحدث حين يكون الوقت مواتياً ولن تكون لمدة يوم أو يومين».
ميدانياً، أصيب خمسة مقاومين في كتائب «عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، وثلاثة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، في اشتباكات مسلّحة عنيفة تخللت عمليتي توغل متزامنتين، في جنوب قطاع غزة وشماله.
ورغم التهديدات الإسرائيلية بالاغتيال وتنفيذ عملية عسكرية موسعة في القطاع، واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية عمليات إطلاق الصواريخ المحلية الصنع، وقذائف الهاون في اتجاه البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48.
وردّت «حماس» بقوة على التهديدات الإسرائيلية التي تستهدف قادتها، متوعدة بأن «كل الخيارات ستكون متاحة، والوسائل متعددة إذا نفذت دولة الاحتلال تهديداتها ومست بحياة القادة».
وقال القائد في «حماس»، أسامة المزيني، «أنصح باراك بألا ينفّذ تهديده، وإلا فستحترق الأرض من تحت قدميه، فإذا استهدف أياً من قادتنا، لن يكون رد الفعل سهلاً، بل سيكون موجعاً ومؤلماً»، مشيراً إلى أن «حماس تمتلك خيارات كثيرة، وهي أكثر بكثير مما كان متاحاً لها في السابق، وتستطيع أن تنكّل في العدو وتذيقه الويلات».
من جهة ثانية، قالت مصادر أمنية مصرية إن أجهزة الأمن ضبطت أول من أمس نحو 250 كيلوغراماً من مادة (تي إن تي) شديدة الانفجار مخبأة داخل مقبرة في مدينة رفح المصرية من المرجح أنها كانت في طريقها للتهريب إلى قطاع غزة.
وفي الضفة الغربية، نفّذت قوات الاحتلال عملية قرصنة واسعة ضد محال الصرافة في مناطق متعددة، وصادرت محتوياتها ومبالغ مالية لم يتم حصرها.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية لـ«الأخبار» إن عدد المحال التي تمت مداهمتها زاد على اثنين وعشرين محلاًّ في كل من الخليل ونابلس وطولكرم وجنين، وتمت عمليات الاقتحام بعد مداهمة بيوت أصحابها واعتقال عدد منهم.
كذلك أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بإغلاق عدد من محال الصرافة في مدينة جنين، بعدما اعتقلت اثنين من أصحابها إثر عملية مداهمة واسعة في المدينة.
وفي مدينة نابلس، قالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال دهمت منازل ثمانية من أصحاب محال تحويل الأموال «الصرافة»، وأجبرتهم على النزول في ساعات متأخرة وسط البرد والأمطار إلى محالهم، ومن ثم دهمت المحال واقتادتهم مكبلين إلى جهة مجهولة.