strong>أودينغا يُنصَّب اليوم «رئيساً للشعب» وكيباكي يدعوه إلـى التفاوض
تكثّفت الدعوات الدولية أمس إلى الأطراف الكينية المتنازعة حول نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة، لتهدئة الأزمة فيما استمرّ تبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة بشأن المسؤولية عن أعمال العنف التي أودت بحياة أكثر من 316 كينياً في الأيام الأربعة الماضية، وشرّدت ما يقارب مئة ألف كيني.
وكانت الفوضى قد عمّت البلاد بعد دقائق من الإعلان عن فوز الرئيس مواي كيباكي بولاية ثانية يوم الأحد الماضي، إذ اتهمته المعارضة بقيادة رايلا أودينغا بتزوير الانتخابات للاحتفاظ بالسلطة. واندلعت اشتباكات عنيفة بين قبيلتي «كيكويو» التي ينتمي إليها الرئيس، و«ليوس» التي ينتمي إليها منافسه. وبلغت أعمال العنف ذروتها أول من أمس عندما أقدمت مجموعة من القبيلة الثانية على إشعال النيران في كنيسة لجأ إليها أفراد من «كيوكو» في بلدة إلدوريت غرب البلاد، وهو ما أوقع أكثر من 35 قتيلاً.
واتهمت حكومة كيباكي زعيم المعارضة بارتكاب إبادة جماعية. وقالت، في بيان، «بات من الواضح أن أفعال الإبادة الجماعية والتطهير العرقي هذه والمنظمة تنظيماً جيداً خطّط لها زعماء الحركة الديموقراطية البرتقالية جيداً وموّلوها وعرضوها قبل الانتخابات}.
وقابل أنصار أودينغا ذلك باتهامات مماثلة للرئيس الذي تهيمن قبيلته على الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد. وحمّلت لجنة حقوق الإنسان الكينية والاتحاد الدولي لحقوق الإنسان قوات الأمن الحكومية المسؤولية بعد «قمع» احتجاجات المعارضة دموياً.
ودعا كيباكي كل أعضاء البرلمان الجديد، الذي تهيمن عليه المعارضة، إلى اجتماع في قصر الرئاسة في نيروبي في محاولة تهدف إلى تهدئة الأجواء بعد الانتخابات في الوقت الذي ينوي فيه أودينغا تنظيم مسيرة مليونية اليوم لتنصيبه «رئيساً للشعب». وحذّر المراقبون من أن ذلك قد ينتهي بمذبحة في ظلّ استمرار منع الحكومة للتظاهرات السياسية ويؤدّي إلى تقسيم البلاد وإطلاق إبادات عرقية تشابه ما حصل في رواندا عام 1994.
وزادت تصريحات رئيس اللجنة الانتخابية صامويل كيفويتو، لصحيفة «ستاندرد»، حالة الفوضى وألقت مزيداً من الشكوك على النتائج، بعدما قال «أنا لست متأكداً إذا ما كان كيباكي هو الفائز في الانتخابات». كذلك أعرب أربعة من فريق كيفويتو عن أنهم سيطلبون مراجعة قضائية.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون، الذي اتصل هاتفياً بكيباكي وأودينغا، إلى «الحوار» و«استكشاف إمكان التجمع في حكومة» واحدة. ووافق كيباكي على لقاء أودينغا رغم إعلان الأخير أنه لن يقبل «التفاوض» إلا إذا أقرّ منافسه بخسارة الانتخابات.
ودعت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ونظيرها البريطاني دايفيد ميليباند، في بيان مشترك، إلى وقف العنف وبدء «عملية سياسية وقانونية مكثفة» لإنهاء الأزمة. وأشار ميليباند إلى أن «هناك انتخابات في أجزاء أخرى من أفريقيا خلال الثمانية عشر شهراً المقبلة، في أنغولا وفي غانا وفي مالاوي. كينيا مهمة جداً في حدّ ذاتها نظراً لنهجها صوب الديموقراطية».
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى «ضبط النفس» وإلى «الحوار» بين ممثلي الفريقين، فيما تزايدت الضغوط الدبلوماسية الأفريقية، حيث وصل أمس رئيس الاتحاد الأفريقي ورئيس غانا جون كوفور لبدء وساطة بين الطرفين.
(رويترز، د ب أ، أ ف ب)