غزة ــ رائد لافي
اتّسعت دائرة الرفض الفلسطيني لزيارة الرئيس الأميركي جورج بوش للمنطقة، التي تبدأ اليوم، من منطلق أنّها «تصبّ في مصلحة دولة الاحتلال»، وتهدف إلى التغطية على الجرائم التي ترتكبها الإدارة الأميركية في المنطقة العربية.
وجدد القيادي في حركة «حماس»، محمود الزهار، رفض الحركة زيارة بوش للمنطقة، مؤكداً أنها تأتي من باب الدعاية الانتخابية لتجميل صورة حزبه الجمهوري المشوهة بسبب أعماله «الإرهابية» في المنطقة. وقال، في تصريحات صحافية، إنّ «زيارة بوش لن تخدم الشعب الفلسطيني، ولن تقدّم حتى الحدود الدنيا من الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المفاوضات مع الإسرائيليين «مضيعة للوقت واستنزاف للجهد».
من جهتها، قلّلت حركة الجهاد الإسلامي من نتائج زيارة بوش للمنطقة. وقالت إن «الرهان على مشاريع التسوية رهان خاسر ومن يظن أنّ زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة يمكن أن تحيي مشروع التسوية، فهو كمن يجري وراء سراب». ووصفت، في بيان، الزيارة بأنّها «تأتي لتصبّ الزيت على النار وتزيد حال التشرذم والفرقة والانقسام»، داعيةً «المتخاصمين على الساحة الداخلية (حركتا «فتح» و«حماس») إلى الشروع في حوار فوري يضع مصلحة الشعب وقضيته فوق كلّ اعتبار حزبي ضيّق».
«لجان المقاومة الشعبيّة»، قالت على لسان المتحدّث باسمها «أبو مجاهد»، إنّ «بوش لن يقدم للفلسطينيين شيئاً»، محذّرةً من «المراهنة عليه، لأنه رهان خاسر»، فيما رأى عضو اللجنة المركزية لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، جميل مزهر، أن زيارة بوش تمثِّل غطاءً واضحاً للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة عدوانه وارتكاب أبشع الجرائم ومواصلة استيطانه، بينما لن تقدم للفلسطينين شيئاً.
في غضون ذلك، شارك العشرات من المرضى وذوي ضحايا الحصار المضروب على القطاع، في مسيرة تشييع رمزية، حاملين على الأكتاف 63 نعشاً تحمل أسماء الشهداء من المرضى الذين توفوا خلال الأشهر السبعة الماضية، جراء منعهم من مغادرة القطاع لتلقي العلاج في الخارج. وغلبت الدموع الطفلة أميرة جحا المريضة بالكبد، وهي تتحدث عن آلامها، وقالت: «إنّنا نموت في اليوم مئة مرة، فنحن بحاجة ماسة للعلاج في الخارج، في ظل نقص الإمكانات والأدوية في قطاع غزة».
ورفع المشاركون في مسيرة التشييع الرمزية الأعلام الفلسطينية، ولافتات كتب على إحداها: «نحن نقتل بالسلاح الأميركي، ونحاصر بالقرار الأميركي»، بينما كتب على لافتة ثانية: «أغيثوا غزة أو احكموا عليها بالموت البطيء».
ميدانياً، اشتبكت كتائب «عز الدين القسّام»، الذراع العسكريّة لـ«حماس»، و«سرايا القدس» الذراع العسكريّة لـ«الجهاد الإسلامي»، بالأسلحة الرشّاشة مع الزوارق الحربية الإسرائيلية، عقب مطاردتها لقوارب الصيادين قبالة شواطئ مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.