يبدو أن المرشح الديموقراطي إلى انتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما مستعد لإلحاق الهزيمة بمنافسته هيلاري كلينتون، بعدما حقق «فوزاً أولياً كاسحاً» في عدد من مراكز الاقتراع في الانتخابات الأولية التي جرت أمس في ولاية نيو هامشير. أما على الجانب الجمهوري، فقد احتدمت المنافسة بين كل من جون ماكاين وميت رومني، في سباق ستعزّز نتائجه الطموح الرئاسي لكل منهما.وفي شمال نيو هامشير، أدلى الناخبون في مناطق دكسفيل نوتش وهارت، بأوّل 46 اقتراعاً في الولاية (تقاسمها الجمهوريون والديموقراطيون بالتساوي) في منتصف الليل، قبل أن تبدأ عملية الاقتراع في كل أرجاء الولاية في السادسة صباحاً بالتوقيت المحلي، وهو ما تسمح به قوانين الولاية. وقد أظهرت نتائج الاقتراع في الموقعين، حصول أوباما على 16 نقطة، وكلينتون على 3 نقاط، فيما حصل جون إدواردز على ثلاث نقاط وبيل ريتشاردسون على نقطة واحدة. من الجانب الجمهوري، حصل ماكاين على 10 نقاط ومايك هاكابي على 5 نقاط، ورون باول على 4 نقاط، فيما سجّل رومني ثلاث نقاط ورودي جولياني نقطة واحدة.
وحلول كلينتون، التي تأمل أن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، ثانية في فرز الأصوات الأولية في بعض مناطق الولاية، والسيناتور السابق جون إدوارد ثالثاً، يشابه ما حصل في أيوا، ما قد يسمح لأوباما بأن يتربّع على العرش الديموقراطي للمرّة الثانية.
وقد رجّحت استطلاعات الرأي التي جرت في الأيام الماضية فوز أوباما، الذي ينحدر من أصول كينية، ويطمح لأن يكون أول رئيس أميركي أسود، بعدما تقدّم بعشر نقاط على منافسته السيدة الأولى السابقة كلينتون، التي تأمل أن تتغلّب على منافسها في نيو هامشير، رغم هزيمة أيوا، وخصوصاً مع التجربة التي خاضتها مع زوجها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، الذي خسر في أيوا عام 1992. لكن الفرق أنّ الزوج استطاع أن يستعيد قواه في نيو هامشير ويفوز، وهو حدث مستبعد على ما يبدو بالنسبة إليها.
وفي خطوة دبلوماسية لافتة، اتصل أوباما بزعيم المعارضة في كينيا، بلاده الأصلية التي تعيش أزمة سياسية خانقة، رايلا أودينغا ليعبر عن قلقه العميق بسبب ما تشهده البلاد، على أن يقوم باتصال مماثل بالرئيس الكيني مواي كيباكي الذي سبّب فوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة موجة الفوضى التي تجتاح كينيا.
ويرى بعض الديموقراطيين أن أوباما لديه فرصة أفضل للفوز على منافس جمهوري إذا ما وصل إلى الانتخابات النهائية، وهو ما عبّرت عنه إحدى الناخبات الديموقراطيات التي «تريد أن تصوّت لهيلاري، لكن أوباما حظوظه أقوى ضدّ منافس جمهوري، لذلك أدليت بصوتي له»، فيما يدعم آخرون هيلاري ويصوتون لها، ثقة بالخبرة التي تؤهلها لأن تصل إلى البيت الأبيض.
وفي ساعات الصباح الأولى، ظهر ثلاثة مرشحين جمهوريين، رومني وجولياني وهاكابي، في كنيسة في مانشستر، أكبر مراكز الاقتراع في الولاية. وفي محاولة لإظهار استرخائه، سأل هاكابي، رجل الدين الذي تحوّل إلى السياسة بعدما كان غير معروف من قبل، الحاكم السابق لولاية نيويورك جولياني ممازحاً عن صوته، مشيراً إلى أنه يكفي بالنسبة إليه أن يكون من بين الأربع الأوائل ليعدّ رابحاً بعدما بدأ من «القعر». أما رومني فأعرب عن ثقته بأن «الجمهوريين سيصوتون لي»، فبعد حلوله ثانياً في أيوا، يجهد في نيو هامشير كي يتغلّب على أقرب منافسيه، ماكاين.
وفي حملات انتخابية مرهقة لمختلف المرشحين، جنّدت كلينتون أكثر من 6000 متطوّع ونحو 300 سائق في حملتها داخل نيو هامشير، فيما أعلن رومني أن آلته الانتخابية أجرت أكثر من 100 ألف اتصال بالناخبين.
(أ ب، يو بي آي)