strong>أصبحت قضية اعتراض قوارب إيرانية لسفن عسكرية أميركية في مضيق هرمز نهاية الأسبوع الماضي، محل جدل واسع. لعل ما أثار هذا الجدل توقيت الحادثة، التي جاءت قبيل بدء جولة الرئيس الأميركي جورج بوش إلى الشرق الأوسط، وفي وقت يستعد فيه الإيرانيون لخوض معركة كسر عظم بين المحافظين والإصلاحيين في الانتخابات المقبلة
رفضت الولايات المتحدة أمس تأكيدات إيران أن الحادث بين بحريتي البلدين في مضيق هرمز كان روتينياً، محذرة طهران من أن «عليها عدم تكرار ذلك»، رغم نفي مسؤول في الحرس الثوري الإيراني أن تكون سفن بلاده قد وجهت «رسالة تهديد» للبوارج الأميركية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، دانا بيرينو، إن الحادث «لم يكن عادياً، بل كان طائشاً».
وأضافت: «من الصعب علينا التكهن بما يفكرون أو يفعلون أو إذا كانوا يخططون للقيام بمثل هذه الأعمال في المستقبل. ما أستطيع أن أقوله لكم هو أن موقفنا هو أن عليهم ألا يفعلوا ذلك مرة أخرى».
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، قد حذرت طهران، في حديث أجرته معها صحيفة «جيروزالم بوست» الإسرائيلية، قائلة: «يجب ألاَّ تقوم إيران بمثل هذه الاستفزازات».
وتابعت رايس: «هذا ما حصل ويجب أن يتوقف ذلك. الولايات المتحدة ستدافع عن مصالحها، وستدافع عن حلفائها»، مجددة القول إن إيران «هي أكبر تهديد للشرق الأوسط».
أمّا وزير الدفاع الأميركي، روبرت غيتس، فقد ذكر من ناحيته، أن «هذه منطقة مضطربة للغاية وخطر وقوع حادث يتصاعد خطر حقيقي». وأضاف: «إنه دليل على أن في طهران حكومة يتعذر التنبؤ بتصرفاتها».
وفي لندن، وصف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الحادث بالمؤسف. وقال، في مؤتمره الصحافي الشهري: «إن جميع المعلومات المطلوبة عن هذا الحادث ما زالت تتواتر، وأعتقد أن من المبكر تقدير حقيقة ما حدث».
في المقابل، رأى قائد المنطقة الأولى للقوة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد علي رضا تنكسيري، أن «ما حصل بين الدوريات البحرية للحرس الثوري والسفن الأجنبية في الخليج الفارسي هو إجراء تدقيق عادي»، مضيفاً أن «السفن التي تعبر هذه المنطقة يجب أن تُعرّف عن نفسها لدى قواتنا البحرية».
ووصف رئيس مجلس الشورى الإسلامي، غلام علي حداد عادل، الضجة حول هذه الحادثة بأنها تأتي ضمن خطة الحرب النفسية الأميركية على إيران.
في الشأن الداخلي، اتهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد «بعض الأشخاص» بالسعي لاتخاذ نماذج في الحكم «مستوردة من الغرب» بدلاً من «خط الإمامة والولاية»، في إشارة إلى ولاية الفقيه في إيران، محذراً من أن ذلك سينسف «الأخلاق والأصالة» في البلاد.
وأوضح نجاد، في تصريح خلال زيارته إلى محافظة شيراز: «إن بعض الأشخاص يريدون اتخاذ نماذج أخرى مستوردة من الغرب أو الشرق واستبدالها بهذا النموذج، وقد تجتذب بعض الأبصار باتجاهها، لكنها بالتأكيد ستنسف المعنويات والأخلاق والأصالة بحيث لا يمكن علاجها».
وفي السياق، ذكرت وكالة أنباء «فارس» أن ممثل المرشد الأعلى للثورة الإسلامية لدى المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، يعد أبرز مرشح على القائمة المبدئية للمرشحين التي أصدرها الفصيل المحافظ في إيران لخوض الانتخابات البرلمانية في 14 آذار المقبل.
وقدم تحالف الفصائل المحافظة، الذي يطلق على نفسه «الجبهة الموحدة للأصوليين»، 77 مرشحاً لخوض الانتخابات البرلمانية، معظمهم يتنافسون على 30 مقعداً في دائرة طهران الانتخابية التي تحظى بأهمية سياسية.
وبالإضافة إلى لاريجاني، تشمل قائمة المحافظين أيضاً رئيس البرلمان الحالي غلام علي حداد عادل ونائب رئيس البرلمان محمد رضا بهنوار ووزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي ورئيس تحرير صحيفة «كيهان» ذات الاتجاه المتشدد حسين شريعتي مداري.
إلى ذلك، لقي ما لا يقل عن 21 شخصاً مصرعهم، وأصيب حوالى 88 آخرين بجروح، جراء حوادث الطرق التي سببها التساقط الكثيف للثلوج والرياح العاتية التي تتعرض لها إيران منذ بضعة أيام.
(أ ف ب، يو بي آي، مهر،
رويترز، د ب أ)