الجزائر ـ حياة خالد
بعد يومين من المشاورات في مدينة منهاست الأميركية القريبة من نيويورك، بين جبهة البوليساريو والمغرب في إطار جولة ثالثة من مفاوضات مباشرة ترعاها الأمم المتحدة تتعلق بمصير الصحراء الغربيّة، أبقى الطرفان لغة الاتهامات سائدة بينهما؛
فجبهة البوليساريو، على لسان ممثّليها، وفي مقدّمتهم مسؤول الشؤون الخارجية في حكومة الصحراء الغربية محمد سالم، اتّهمت المغرب بـ«المماطلة» والعمل «على تمييع مسار المفاوضات لكسب المزيد من الوقت»، ومحاولة الضغط على المجموعة الدولية لإفشال المشروع الصحراوي القائم على إعطائه الحقّ في تقرير مصيره من طريق استفتاء حرّ ونزيه.
كما عبرت الجبهة عن رفضها القاطع لمشروع الحكم الذاتي الذي يدعو إليه المغرب، وذلك بعد أيّام من تهديدها بالعودة إلى السلاح «إذا لم يذعن المغرب للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة».
في المقابل، أكّدت المملكة المغربيّة في بيان صادر عن وزارة خارجيتها، إصرارها على الحكم الذاتي «حلّاً وحيداً للحفاظ على وحدة التراب المغربي». وأوضح المغرب، الذي يتمثّل في المفاوضات بوزير الداخلية شكيب بن موسى، أنّه توجّه إلى منهاست بـ«حسن نية وجدّية، معزَّزاً بمقترح واحد ووحيد، هو الحكم الذاتي».
وفي البيان نفسه، اتهم المغرب الجزائر بمحاولة تحريض «المتمرّدين» من خلال إيوائهم في مخيّمات اللاجئين في جنوب الجزائر، وتشجيعهم «على عقد الاجتماعات المشبوهة»، علماً بأن الجزائر تشارك في المفاوضات الجارية حالياً في الولايات المتّحدة.