العراق ـ الأخبار
غزل بين المالكي ومعارضيه... وبوش لن يسحب قواته قبل عقد

الثلوج التي هطلت على العاصمة بغداد ومناطق الشمال أمس، وهي الأشدّ غزارة منذ عشرات السنين، جلبت معها نوعين من الرياح الجانبيّة: الأولى يعيشها العراقيون يوميّاً، وهي مواجهة الصقيع باللحم الحيّ مع الانقطاع المزمن للكهرباء، وارتفاع أسعار المازوت. والثانية، نسيم ناعم عبّر عن ارتياح مفاجئ أبدته كتلتي «جبهة التوافق العراقية» و«القائمة العراقيّة الموحّدة»، إزاء شخص نوري المالكي، الذي يرأس مجلس وزراء انسحبت الكتلتان المذكورتان منه منذ أكثر من 6 أشهر.
غزل متبادل جرى خلال اجتماع في مكتب المالكي في بغداد ضمّ وفدين من «التوافق» وكتلة إياد علاوي؛ اجتماع «قطفه» رئيس الحكومة على أحسن وجه، فوزّع بعد انتهائه بياناً يتضمّن تأكيداً من الكتلتين المعارضتين، على أنّ «الهدف من الزيارة هو دعم الحكومة في مشاريعها الوطنية وإسنادها في مختلف المجالات وإنجاح مبادرة المصالحة الوطنية وتحقيق سيادة القانون».
وأعرب النائب عن «القائمة العراقية» عزّت الشابندر عن اعتقاد كتلته بأن «تغييراً طرأ على موقف المالكي بالتوجّه نحو القوى الوطنية بدلاً من التخندق العرقي الطائفي الذي كان المالكي جزءاً منه في السابق». وشدّد الشابندر على أن كتلته تمنح المالكي حقّ تعيين وزراء ليحلّوا محل وزرائها المستقيلين، «شرط أن يكون الاختيار على أساس وطني»، متوقعاً انهيار ما سمّاها الكتل الطائفية.
على صعيد آخر، وفي مقابلة مع تلفزيون «أن بي سي» أجرتها معه قبل مغادرته فلسطين المحتلّة إلى الكويت التي وصلها عصراً، كشف الرئيس جورج بوش عن أنّ بلاده سيكون لها وجود «طويل الأجل في العراق قد يستمرّ بسهولة لمدة عقد». وردّاً على تصريحات المرشّح الجمهوري للرئاسة الأميركية جون ماكاين، الذي قال فيها إنه ليس لديه مشكلة «في استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق لمئة عام»، أجاب بوش «هذه فترة طويلة». وردّاً على سؤال آخر عمّا إذا كان ذلك قد يستمرّ لعشر سنوات، قال بوش «قطعاً، يمكن بسهولة أن يكون لتلك المدّة». ومع استمرار الحملة الأميركية على مناطق جنوب بغداد، التي تكرّست أول من أمس باستهداف منطقة عرب جبور بقذائف تزن نحو 20 طناً في أقل من عشر دقائق، فقد كشفت هذه الحادثة عن هشاشة ما تدّعيه سلطات الاحتلال، بشأن استقرار أو تحسّن الوضع الأمني في المنطقة المستهدفة. وأثار استغراب من بقي من أهالي قرى المنطقة التي تقع بين الدورة واليوسفية، أن تدّعي القوات الأميركية، التي لم تفارق هذه المنطقة منذ الاحتلال، أنّ فيها 40 موقعاً لتنظيم «القاعدة».
وقال أحد مشايخ المنطقة، عبد الله الجبوري، إنّ القوات الأميركية «انسحبت من المنطقة قبل القصف، وفرضت حصاراً عليها، ثم فوجئ الأهالي بالجحيم الذي لا يصدّق، يهبط عليهم من السماء».
وبحسب مطّلعين على تفاصيل الوضع الأمني في العراق، فإن «عرب جبور»، التي بدأ العراقيون يطلقون عليها تسمية «تورا بورا العراق»، كانت وما زالت من المناطق المناهضة للاحتلال، إلا أنّها ليست من ضمن نفوذ «القاعدة»، حيث تركها مقاتلوه منذ أكثر من سنتين، بل حتى إنّ قسماً من سكّانها انضمّوا إلى مجالس «الصحوة».
وذكر تقرير للقوات الأميركية في وقت سابق أنّ مواطني «مجالس الصحوة» في المنطقة، أقاموا مأدبة غداء حضرها جنود الاحتلال في 17 كانون الأوّل الماضي، احتفالاً بإحراز تقدّم أمني في قرية عبد السلمان، كما حضرها أكثر من 100 عنصر من مجالس الصحوة، جنباً الى جنب مع الضبّاط الأميركيّين وفي مقدّمتهم العقيد تيري فيريل والمقدّم كينيث اجي.