غزة ــ رائد لافي
فياض ينتقد إطلاق الصواريخ والسلطة تطلب اجتماعاً عاجلاً للوزراء العرب

قررت الحكومة الإسرائيلية، أمس، مواصلة الحصار والعدوان على قطاع غزة، من دون أن تسقط فرضية العملية العسكرية الواسعة، وذلك غادة سقوط خمسة شهداء، أول من أمس، وسط انتقادات دولية للحصار الإسرائيلي، ودعوات إلى عقد اجتماع عاجل لوزراء خارجية الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي.
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، بعد اجتماع الحكومة الإسرائيلية أمس، إن «قوات جيش الدفاع تواصل استعداداتها لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة».
وقررت الحكومة الإسرائيلية، خلال اجتماعها، الإبقاء على حصارها المفروض على قطاع غزة.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، نقلاً عن المتحدث باسم وزارة الخارجية أرييه ميكيل، أنه لم يحدث أي تغيير يتعلق بالوضع في هذا القطاع وإسرائيل قررت الإبقاء على الحصار.
وفي السياق، نقل موقع صحيفة «معاريف» عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله «بحسب تعليمات وزير الأمن آفي ديختر، سنقوم بفحص أنواع الأدوية التي تدخل إلى قطاع غزة، وإذا لم تكن ضرورية جداً فلن يتم إدخالها».
ورأت المنظمة الخيرية «أوكسفام انترناشونال» أن إغلاق قطاع غزة وقطع إمدادات الوقود عنه يمثل اعتداءً يومياً على حقوق وأمن المدنيين، وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات سريعة لتجنيب المدنيين العقوبات والعنف.
واتهم خبير الأمم المتحدة لشؤون حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية جون دوغارد إسرائيل بالجبن، ودعا إلى محاكمة المسؤولين عن استهداف مكاتب حكومية بالقرب من حفل زفاف بتهم ارتكاب جرائم حرب.
ميدانياً، استشهد المقاومان من كتائب «عز الدين القسام» الذراع العسكرية لحركة «حماس» إيهاب البنا (28 عاماً) وعلي جمعة (25 عاماً) بالقرب من خط التحديد الفاصل بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة عام 48، شرق مخيم جباليا، بينما استشهد شادي اقطيفان (21 عاماً) متأثراً بجروحه. كما استشهد فلسطيني في غارة للاحتلال شمال القطاع.
كما أعلنت مصادر طبية فلسطينية وفاة الطفلة مروج سفيان طه (6 سنوات) في مدينة القدس متأثرة بجروح أصيبت بها بعد استنشاقها غازاً ساماً مسيلاً للدموع، أطلقه جنود إسرائيليون صوب تظاهرة احتجاجية على التصعيد العسكري في قطاع غزة.
ولم يمنع التصعيد العسكري المتنامي في القطاع، فصائل المقاومة الفلسطينية من مواصلة عمليات إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على البلدات والأهداف الإسرائيلية المتاخمة للقطاع.
في هذا الوقت، أثارت تصريحات رئيس حكومة تسيير الأعمال سلام فياض، التي رأى فيها أن استمرار إطلاق الصواريخ المحلية على إسرائيل هو الذي يجلب الويلات والكوارث للفلسطينيين، ردود فعل غاضبة من الأجنحة الفلسطينية المسلحة في غزة. وقال المتحدث باسم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أبو عبيدة، إن تصريحات فياض «تطاول غير منطقي على المقاومة، في الوقت الذي تنهال فيه صواريخ وقذائف الموت الإسرائيلية على غزة».
وقال المتحدث باسم «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي»، أبو أحمد إن «هذه الصواريخ ترد على الجرائم المتواصلة بحق شعبنا ولن يتم إيقاف إطلاقها حتى جلاء الاحتلال عن أرضنا».
إلى ذلك، أعلن ممثل الرئيس الفلسطيني في مصر، نبيل شعث، أن السلطة تريد عقد اجتماع عاجل لوزراء الخارجية العرب لبحث «العدوان الإسرائيلي» على قطاع غزة والحصار الاقتصادي المفروض عليه. وقال إن «مصر توافق على عقد الاجتماع».
كذلك، دعا وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متكي، إلى عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، للنظر في «الجرائم الهمجية التي يرتكبها النظام الصهيوني في قطاع غزة».