strong> بول الأشقر
نقل الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي حملته المعادية لـ«الفارك» إلى أوروبا، حيث يطلب الدعم في خلافه مع الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز؛ فبعد اجتماعه في بوغوتا مع «قيصر» محاربة المخدرات في الولايات المتحدة، جون والترز، الذي قال إن «فنزويلا صارت ملجأً للتهريب»، غادر الرئيس الكولومبي إلى إسبانيا حيث التقى رئيس الوزراء خوسيه ثاباتيرو قبل أن يعرج على باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، خلال سفره إلى دافوس في سويسرا، حيث سيشارك في «المنتدى الاقتصادي العالمي».
وتمهيداً لسفره، أعاد أوريبي الاعتبار لـ«الترويكا الأوروبية» المؤلفة من إسبانيا وسويسرا وفرنسا، للتوسّط في قضية الرهائن، بعدما كان قد جرّدها من هذه الصفة قبل أشهر، وذلك إثر صدور بيان عنها رأى «أنه يعامل الحكومة الشرعية والإرهابيين بالمكيال نفسه». لكنه اليوم صار بحاجة إلى هذه «الترويكا» لعزل مبادرات تشافيز في هذا المجال.
ويمكن القول إن هدف الرحلة الأوروبية لأوريبي مزدوجة؛ فهو يريد التأكيد على الطابع «الإرهابي» لمنظمة «الفارك» من جهة، في وقت يدافع فيه الرئيس الفنزويلي عنها. إضافة إلى مطالبته ساركوزي بالكف عن دعم تشافيز ودفعه للتدخّل في قضية الرهائن من جهة أخرى.
في هذا الوقت، أعلن تشافيز أول من أمس استعداده لـ«عسكرة» الحدود و«محاربة التهريب». وقال «إن الشرطة لم تكن كافية لحماية الحدود، لذا سنرسل الجيش». وشرح كيف تحوّلت الحدود مع كولومبيا إلى طريق لتهريب المواد الغذائية والبنزين المدعومتين في فنزويلا، لبيعها في كولومبيا بأسعار مضاعفة. ويضاف هذا الملف إلى التوتّر المتزايد بين كولومبيا وفنزويلا، وتحوّل شخصية تشافيز إلى موضوع سياسي داخلي.
وفي هذا الإطار، تطوّع الرئيس الكولومبي السابق أندريس باسترانا لجمع أوريبي وتشافيز قبل «الوصول إلى المحظور».
وكان الرئيس الفنزويلي قد طالب دول أوروبا وأميركا الجنوبية قبل عشرة أيام، بشطب «الفارك» و«جيش التحرير الوطني»، وهي منظمة صغيرة شبيهة بـ«الفارك»، عن لائحة المنظمات الإرهابية. وقوبل الاقتراح بالتصفيق في مجلس النواب الفنزويلي الذي أقرّ توصية بهذا الصدد، فيما اعترضت كولومبيا رسمياً على هذا الاقتراح التي وصفته بـ«الطائش والخرافي».
ونجح أوريبي في فرض نوع من الوحدة الوطنية في بلاده إزاء رفض الاقتراح الفنزويلي. إذ هاتفه كل الرؤساء السابقين الذين كانوا على خلاف معه للتعبير عن تضامنهم.
وجاء اقتراح تشافيز في وقت غير موفق؛ فبالرغم من فرحة إطلاق الرهينتين، بدا وقع «إثباتات الحياة» للرهائن الباقين، التي حملتها الرهينتان من صور، مفجعاً للرأي العام الكولومبي. إذ كانوا مكبلي الأقدام بسلاسل حديدية لا تنزع عنهم ليلاً نهاراً، حتى في التنقلات الدائمة في الأدغال. وتمّت الدعوة على الإنترنت إلى تظاهرة معادية للفارك في بداية شهر شباط المقبل.