استعرت، أمس، حدّة أعمال العنف العرقي التي تجتاح كينيا على خلفية الانتخابات الرئاسيه المتنازع عليها منذ كانون الأول الماضي، مع سقوط 3 قتلى بينهم نائب من المعارضة في العاصمة نيروبي، وسط تعثر الوساطة لحل الأزمة السياسية.وقال المتحدث باسم الحركة الديموقراطية البرتقالية، التي يتزعمها رايلا أودينغا، توني جاتشوكا، «إن مسلحين أطلقوا النار على النائب المنتخب حديثاً بالبرلمان مليتوس ويري في منزله الليلة الماضية، فأردوه قتيلاً». واتهم الحكومة بالضلوع في مقتله، قائلاً «كل الأصابع تشير إلى الحكومة، ويتعيّن عليها أن تظهر أنها غير متورطة». وقال أودينغا قبيل توجهه إلى منزل ويري، «نحن نشك في أن ذلك من صنع أيدي خصومنا».
أما المتحدث باسم الشرطة الكينية، إيريك كيراثي، فقال «إن مقتل ويري هو جريمة، ونحن لا نستبعد أي شيء، بما في ذلك الدوافع السياسية، ونحثّ الجميع على التزام الهدوء»، فيما دان الرئيس الكيني مواي كيباكي جريمة القتل، واعداً بملاحقة مرتكبيها.
وفي أعقاب مقتل ويري، بدأت مجموعات شبابية بالتجمع في أحياء العاصمة الفقيرة في ماثار وكيبرا. وقال أحد قاطني الحي سباط عبدالله، «إن عصابة تحمل سواطير قامت بجر طبيب من قبيلة كيكيو من عيادته وقطعت رأسه».
وأطلقت طائرتا هليكوبتر عسكريتان النيران على حشود مسلحة ترهب النازحين في مدينة نيفاشا. ووقع الحادث في الوقت الذي استعدّت فيه شاحنات تابعة للشرطة لنقل نحو 300 نازح من قبيلة «لو» إلى مكان آمن.
وفي الوادي المتصدع غربي كينيا، أضرم أكثر من 500 شخص النار في المنازل وحطّموا نوافذ المحال التجارية واستولوا على البضائع التي في داخلها، فيما عجزت الشرطة عن تهدئة الأوضاع.
وسعت قبيلة كيكويو، التي ينتمي إليها الرئيس مواي كيباكي، إلى تنظيم هجمات مضادة بعد أن مُنِيَت بخسائر جسيمة في الهجمات التي شنتها في البداية قبيلة لوو التي ينتمي إليها أودينغا، كما شنت جماعات قبلية أخرى هجمات جديدة بهدف الانتقام.
على الصعيد السياسي، قال الأمين العام السابق للأمم المتحدة، كوفي أنان، الذي يقود جهود الوساطة، إنه يتوقع أن تحل «القضايا السياسية العاجلة في كينيا خلال أربعة أسابيع وأن تحل القضايا الأكبر الخاصة بالأزمة الانتخابية خلال عام».
(أ ب، رويترز، أ ف ب )