يبدو واضحاً أن العلاقات المصرية ــــ الإيرانية قد خطت مراحل متقدمة، بعد اللقاء الاستثنائي بين رئيس مجلس الشورى الإسلامي غلام علي حداد عادل والرئيس المصري محمد حسني مبارك، الذي التقى أمس أيضاً علي أكبر ناطق نوري، مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي. ووصف نوري اللقاء مع مبارك بأنه كان «ودّياً»، مؤكداً أنه تطرَّق إلى «القضايا الإقليمية وسبل دعم العلاقات بين البلدين».وعن إمكان التنسيق بين مصر وإيران في شأن الملفات العراقية واللبنانية والفلسطينية، رد نوري بالإيجاب. وقال إن «مصر وإيران بلدان كبيران على الصعيد الإقليمي، وبمقدورهما التأثير على الأوضاع في لبنان والعراق وفلسطين»، مؤكداً أن لقاءه بالرئيس المصري تطرق إلى أوجه التعاون المشترك إزاء هذه القضايا.
وفي ما يتعلق بالعلاقات الثنائية، أوضح نوري أنه جرى الاتفاق على «تكثيف تبادل زيارات الوفود العالية المستوى بين البلدين في مختلف المجالات، خلال الفترة المقبلة، وصولاً إلى مزيد من التنسيق وتوسيع نطاق التعاون، وخاصة على المستويات السياسية والاقتصادية».
وفي ما يتعلق بأزمة الملف النووي الإيراني، استبعد نوري أن تلجأ واشنطن إلى الخيار العسكري. وقال إنه لا يعتقد بأن الولايات المتحدة ستقوم «باعتداء عسكري (على إيران) وفتح جبهة جديدة في المنطقة، وخاصة أنها تعاني حاليا من المستنقعين العراقي والأفغاني».
وكان الرئيس المصري قد تحدث إلى صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية، عن الاتصالات الجارية بين إيران ومصر، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما، قائلاً إن «إيران بلد مهم وله وزنه السياسي في الشرق الأوسط»، مؤكداً أن ثمه اتصالات جارية بين البلدين لتمهيد الطريق أمام تطبيع العلاقات عبر تسوية بعض المشاكل العالقة.
ورداً على سؤال للصحيفة نفسها في شأن «التدخل» الإيراني في العراق، قال الرئيس المصري: «لا يمكن القول إن إيران تتدخَّل في العراق، بل يجب أن نتحدث عن دور إيران لمساعدة دول المنطقة لاستتباب الأمن والاستقرار».
في هذا الوقت، قال رئيس إدارة الشؤون المتعددة الأطراف في وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا، جورج نيني، إن إرجاء بحث مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي بحق إيران لمدة شهر واحد لن يكون كارثة. وأضاف نيني، وبلاده عضو حالي في مجلس الأمن، في مؤتمر صحافي، «إن (التأخير) شهراً واحداً لا يمكن أن يسبب كارثة نووية، لكنني لا أعرف ما الذي يدور في فكر الدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا».
وكان مندوبو الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين في الأمم المتحدة، بالإضافة إلى ألمانيا، قد اجتمعوا مع ممثلين من جنوب أفريقيا أمس، لبحث الاقتراحات في شأن مشروع قرار جديد يشدد العقوبات على طهران.
(أ ف ب، مهر، رويترز)