strong>أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، استعداده لـ«فتح صفحة جديدة» مع حركة «حماس»، شرط «تراجعها عن الانقلاب» الذي نفّذته في قطاع غزة في حزيران الماضي، وهو ما رحّبت به الحركة الإسلاميّة، إلّا أنّها شدّدت على أن يكون هذا الحوار «من دون اشتراطات مسبقة»
قال محمود عباس (أبو مازن) في خطاب ألقاه في رام الله بمناسبة الذكرى الـ43 لانطلاقة الثورة الفلسطينية: «إنّني أدعو من بادروا إلى الانقلاب، أو ما سمّوه الحسم العسكري، إلى فتح صفحة جديدة مبنية على شراكة في الحياة على أرض الوطن، والكفاح من أجل تحريره». وأضاف: «لا مجال لأي طرف أن يكون بديلاً من الطرف الآخر، ولا مجال لمصطلح الانقلاب أو الحسم العسكري، بل الحوار». وتابع: «وأنا أعتبر هذا التوجّه مبادرة باسم كلّ الشعب الفلسطيني وباسم كل أشقائه وأصدقائه والحريصين على مصالحه»، مشيراً إلى أنّ «التراجع عن الانقلاب أسهل وأفضل ألف مرّة من استخدامه مطلباً للحوار».
وأوضح عبّاس أنّه قبل أن يمكن البدء بالحوار، على «حماس» القبول بالقوانين الدوليّة بمبادرة السلام العربيّة، التي تدعو إلى التطبيع بين كفّة الدول العربيّة وإسرائيل.
وفي تعقيبه على دعوة عباس، قال القيادي في «حماس» إسماعيل رضوان، لوكالة «فرانس برس»: «نرحب بأيّ حوار للملمة الصف الفلسطيني»، وأضاف: «إذا أراد الرئيس أبو مازن (عباس) الدعوة للحوار، فعليه أن يبادر إلى الحوار مباشرة مع حركة حماس على قاعدة الالتزام بالشرعيات الفلسطينية، اتفاق القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني»، مشيراً إلى أنّ الحوار «يجب أن يكون من دون اشتراطات مسبقة».
وعن مفاوضات السلام مع إسرائيل التي أطلقها مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني الماضي، أعلن الرئيس الفلسطيني أنّه لا يمكن الاستمرار بها ما لم توقف الدولة العبريّة النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في غضون ذلك، أعلن وزير الإعلام والناطق باسم «حكومة الطوارئ» الفلسطينيّة، رياض المالكي، أنّ الأجهزة الأمنية الفلسطينية أحبطت «عملية انتحارية» كانت حركة «حماس» تعتزم تنفيذها.
وقال المالكي في مؤتمر صحافي عقده في رام الله بعد اجتماع الحكومي الأسبوعي إنّ «الأجهزة الأمنيّة اعتقلت المسلّحين الذين كانوا يعدّون لها (العملية)، كما أنها اعتقلت من كان ينوي تفجير نفسه وضبطت شريط الفيديو الذي أعدّ لبثّه بعد تنفيذ العملية» وذلك من دون تحديد مكان تنفيذ العملية. وأكد أن الحكومة «لا تعتقل إلّا من يقومون بحمل السلاح من عناصر حماس الذين يخططون ويعملون لاستهداف السلطة الوطنيّة».
وكانت حركة «فتح» قد دعت في وقت سابق أمس، الفلسطينيين في قطاع غزة إلى إيقاد شعلة فلسطينية وشموع في كل منزل، احتفالًا بالذكرى الثالثة والأربعين لانطلاقتها، وذلك بسبب منع حركة «حماس» إقامة احتفالات بهذه المناسبة.
وقال المتحدث باسم «فتح»، إبراهيم أبو النجا: «لنشعل الشموع في كل منزل وفي كل مكان، ولنكبر وليفرح شعبنا وليخرج أطفالنا وزهراتنا، وليعلنوا أن الثورة باقية ورسالتها باقية وأهدافها باقية، والقدس لنا والأرض لنا، ولا للاحتلال والجدار والتهويد، ولا لإنقاص أي حق من حقوقنا».
وقال مسؤول «فتح» في قطاع غزة، زكريا الآغا، إن احتفالات الحركة في قطاع غزة «تقتصر على بعض المظاهر البسيطة منعاً للتصعيد وتوفيراً للدم والدموع».
وأعلنت مصادر في لجنة العمل الوطني التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية أن أفراد شرطة «حماس» اقتحموا مقر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وسيطروا عليه كلياً بعد مصادرة محتوياته.
وكانت الحكومة المقالة قد أعلنت ضرورة الحصول على تصريح عند إقامة أي مهرجان للاحتفال بذكرى تأسيس فتح، موضحة أنه من دون تصريح لن يكون هناك أي مهرجان.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب، د ب أ)