غزة ــ رائد لافيرام الله ــ أحمد شاكر

اعتقال 44 في الضفّة وحكومة فياض تواصل حملاتها الأمنيّة


تواصلت وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية أمس على قطاع غزة، حيث سقط ثلاثة شهداء، بالتزامن مع تحضيرات إسرائيلية لعدوان واسع، عبّر عنها رئيس الأركان غابي أشكينازي بإعلان استعداد الجيش لذلك.
ولم تقتصر الاعتداءات على قطاع غزة، بل طالت الضفة الغربية، حيث استشهد شرطي فلسطيني، وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات استهدفت 44 فلسطينياً بعد أيام من إطلاق 430 أسيراً.
واستشهد المقاومون في «كتائب القسام» إياد عبد الوهاب عزيز (28 عاماً)، ومحمد علي صبح (36 عاماً) وسعيد النجار، فيما أصيب مقاومان آخران بجروح خطرة، في قصف مدفعي إسرائيلي، استهدف مجموعة من المقاومين شرق بلدة بيت لاهيا شمال القطاع.
وفي المقابل، اعترفت مصادر في جيش الاحتلال بإصابة اثنين من جنود الاحتلال بجروح، جراء سقوط قذيفة هاون على موقع «كيسوفيم» العسكري الإسرائيلي المحاذي لخط التحديد الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، شرق مدينة دير البلح وسط القطاع.
بدورها، طالبت حركة «حماس» الدول العربية بموقف واضح من الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على الفلسطينيين في القطاع. وجدّدت «حماس» اتهام القيادة الفلسطينية في رام الله بالتواطؤ مع الدولة العبرية في هذه الاعتداءات. وقالت إن «التصعيد الصهيوني المستمر على قطاع غزة المحاصر بقرار صهيوني أميركي بالتواطؤ مع العصابة القابعة في رام الله التي تآمرت على الشعب والقضية في أنابوليس فلم تجلب له سوى القصف والدمار والحصار».
أما المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، فرأى أن «التصعيد الإسرائيلي يشكل حرب استنزاف تنتهجها إسرائيل لاستهداف المقاومة وأهالي قطاع غزة المليون ونصف المليون نسمة».
ورأى القيادي في حركة «الجهاد»، خضر حبيب، أن «الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة» يوماً بعد يوم على قطاع غزة تمثِّل «مؤشراً على قرب تنفيذ عملية عسكرية واسعة في القطاع».
في هذا الوقت، أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي غابي أشكينازي أن الجيش الإسرائيلي مستعد لتنفيذ عملية عسكرية برية في قطاع غزة، لكنه أضاف «أن هذه العملية تتوقف على قرار سياسي». وأضاف: «إذا وجب القيام بها، فنحن مستعدون للتحرك. لكن في انتظار ذلك، علينا أن نجد وسائل التدخل ليلاً ونهاراً من أجل تأمين أمن مواطنينا».
وتابع أشكينازي: «هناك حرب دائرة الآن، وهناك قوات كبيرة تتدخل كل يوم»، مشيراً إلى أن العمليات التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي أدت إلى «تراجع في سقوط قذائف الهاون (على إسرائيل)، وأصبح في إمكاننا أن نواجه الأخطار الأخرى، مثل محاولات التسلل والخطف والهجمات».
وفي الضفة الغربية، أفادت مصادر طبية فلسطينية وشهود بأن العنصر في قوات الأمن الوطني في مدينة بيت لحم، محمد خليل سليمان صلاح (36 عاماً)، استشهد برصاص قوات إسرائيلية خاصة من وحدات «المستعربين».
وقال الشهود إن «سيارة رفضت التوقف عند حاجز للضابطة الجمركية قرب (بلدة) الخضر، فلاحقتها قوات الأمن الوطني قرب بنك الاستثمار حيث ترجل أحد عناصر القوات الخاصة الذين كانوا يستقلون السيارة وأطلق النار على أحد عناصر الأمن الوطني وأصابه بجروح نقل على إثرها لمستشفى بيت جالا الحكومي لتلقي العلاج، وتوفي متأثراً بجروحه بعد وقت قصير».
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس أكثر من 44 فلسطينياً من قرية بيت سيرا غربي رام الله في الضفة الغربية في عملية اجتياح واسعة.
داخلياً، أعلن وزير الداخلية في حكومة تسيير الأعمال، اللواء عبد الرازق اليحيى، أن «الحكومة تعمل على إعادة الأمور في نصابها الطبيعي من سيادة للقانون ونشر الأمن والأمان والسلام للمواطنين بالضفة الغربية».
وقال اليحيى، أثناء زيارته إلى مدينة طولكرم: «إن موضوع الأمن أساسي ولا يمكن عقارب الساعة أن تعود إلى الوراء، وهو من أهم المواضيع التي تهتم بها القيادة الفلسطينية».
وفي السياق، ذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن ثلاثة عشر مطلوباً لإسرائيل سلموا انفسهم إلى الأجهزة الأمنية الفلسطينية في نابلس تمهيداً للعفو الكامل عنهم من سلطات الاحتلال ضمن التفاهمات الجارية ما بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
واتهمت حركة «حماس» أمس الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقال 18 من نشطائها في أنحاء متفرقة من الضفة.
وفي ما يتعلق بالوضع المعيشي في قطاع غزة، أعلنت الحكومة المقالة برئاسة إسماعيل هنية إغلاق عدد من العيادات والمراكز الصحية في القطاع، بسبب عدم توافر الوقود، محذرة من احتمالات إغلاق مراكز أخرى، ما يتهدد حياة عشرات المرضى بالخطر.